الزّواجر والمواعظ ، حيث أوردها كلّها وقال :
(لو كانَ مِنَ الحِكمةِ ما يجب أن يُكتبَ بالذّهبِ لكانتْ هذِهِ).
ب ـ أوّل من كتب كتاباً في دائرة (علم الأخلاق) ، هو : إسماعيل بن مهران أبو النصر السكوني ، وهو من علماء القرن الثاني ، وأسماه : المؤمن والفاجر ، (وهو أوّل كتاب أخلاقي عُرف في الإسلام).
ج ـ بعدها يذكر بعض من أسماء أكابر العلماء في هذا المجال ، (وإن كانوا لم يألفّوا كُتباً فيها) مثل :
«سلمان الفارسي» ، حيث قال في حقّه الإمام علي عليهالسلام :
«سَلمانُ الفارسِي مِثلُ لُقمانِ الحَكيمِ ، عَلِمَ عِلمَ الأوّلِ والآخرِ ، بحرٌ لا يُنزفُ ، وهو مِنّا أهلَ البيتِ» (١).
٢ ـ «أبو ذَرْ الغَفاري» ، والذي بقيَ طويلاً يُروّج للأخلاق الإسلاميّة ، وهو الّنموذج الحيّ لها ، والمشاحنات التي كانت بينه وبين الخليفة الثّالث «عَثمان» ، و «معاوية» ، في المسائل الأخلاقيّة معروفةٌ لدى الجميع ، حيث أودت بحياته ، ومات في سبيل ذلك الطّريق القويم.
٣ ـ «عَمّار بن ياسِر» ، وقد ذكر أمير المؤمنين عليهالسلام في حقّه وحقّ إخوانه وأصحابه المخلصين ، يبيّن منزلتهم الأخلاقية السّامية ، فقال : «أينَ إِخواني الّذين رَكِبُوا الطَّريقَ وَمَضوا عَلَى الحَقِّ ، أينَ عَمّارُ ... ثُمَّ ضَربَ يَدَهُ عَلَى لِحيَتِهِ الشَّريفَةِ الكَريمَةِ فأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ قَالَ : اوَّهْ عَلى إِخواني الَّذِينَ تَلَوا القُرآنَ فأحكَمُوهُ ، وَتَدّبَرُوا الفَرضَ فأقامُوهُ ، أَحْيَوا السُّنّةَ وأماتُوا البِدعَةَ» (٢).
٤ ـ «نوف البكّالي» ، كان مثال الزّهد والعبادة وحُسن الأخلاق ، وتوفّي بعد السّنة (٩٠) للهجرة.
٥ ـ «محمد بن أبي بكر» ، كان من خُلّص أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، ويحذو حَذو الإمام
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٢٢٢ ، ص ٣٩١.
٢ ـ نهج البلاغة ، خطبه ١٨٢.