قيل : مع الأنبياء والرسل (١).
وقيل : مع أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهو واحد (٢).
ثم ذكر في القصة : أنها نزلت في النجاشي (٣) وأصحابه (٤).
وقيل : نزلت في أربعين رجلا من مسلمي أهل الإنجيل : بعضهم قدموا من أرض الحبشة ، وبعضهم قدموا من أرض الشام ، فسمعوا القرآن من النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ما أشبه هذا [بالذي](٥) نحدّث من حديث عيسى!! فبكوا وصدقوا ؛ فنزلت الآية فيهم (٦) ، فلا ندري كيف كانت القصة؟ وفيمن (٧) نزلت؟ إذ ليس في الآية بيانه ، وليس بنا إلى معرفة ذلك حاجة سوى ما فيه من شدة رغبتهم في القرآن ، وسرورهم على ذلك.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِ)
[الحق](٨) يحتمل : الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ويحتمل : القرآن ، ويحتمل : كليهما.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ).
قال الحسن : قوله ـ تعالى ـ : (وَنَطْمَعُ) : أي : نعلم أن يدخلنا ربنا الجنة إذا آمنا بالله وما جاءنا من الحق.
قيل : نطمع : هو الطمع والرجاء ، أي : نطمع ونرجو أن يدخلنا ربنا في دين قوم صالحين.
و (الصَّالِحِينَ) : يحتمل : ما ذكرنا من الأنبياء والرسل.
__________________
(١) ينظر : تفسير الرازي (١٢ / ٧٥).
(٢) قاله ابن عباس ، أخرجه عنه الطبري (٥ / ٧) ، برقم (١٢٣٣٤ ، ١٢٣٣٦) وما بعده ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٣) ، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، كما في الدر المنثور (٢ / ٥٤٣).
(٣) النجاشي أصحمة ملك الحبشة ، أسلم قبل الفتح ، ومات قبله أيضا ، وهو الذي زوج النبي صلىاللهعليهوسلم بأم حبيبة ، وأمهرها أربعمائة دينار ، وبعثها إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ـ مع شرحبيل ابن حسنة. ينظر : المغني في الإنباء عن غريب المهذب والأسماء (٢ / ٦٢) ، وتهذيب الأسماء واللغات (١ / ١٢٣).
(٤) أخرج الطبري (٥ / ٧) رقم (١٢٣٣٣) عن ابن إسحاق قال : سألت الزهري عن الآيات : (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً) [المائدة : ٨٢] الآية ، وقوله : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) [الفرقان : ٦٣] قال : ما زلت أسمع علماءنا يقولون : نزلت في النجاشي وأصحابه.
وقاله ـ أيضا ـ عروة بن الزبير ، أخرجه عنه الطبري (١٢٣٣١ ، ١٢٣٣٢).
(٥) سقط من ب.
(٦) قاله السدي ، أخرجه عنه الطبري (٥ / ٦) ، رقم (١٢٣٢٩) ، وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (٢ / ٥٣٨). وقاله عروة بن الزبير أيضا ، أخرجه عنه ابن أبي شيبة وأبو الشيخ ، كما في الدر المنثور (٢ / ٥٣٨).
(٧) في ب : فيما.
(٨) سقط من ب.