كفل ، فسمي : ذا الكفل لذلك ، والله أعلم.
وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة أنه لما ذا؟ وأن اليسع كان فلانا سوى أن نعرفهم أنهم من الأخيار على ما ذكر الله عزوجل ، والله أعلم.
وبعد فإن معرفة ذلك بأخبار الآحاد يوجب علم العمل ولا يوجب علم الشهادة ، وليس هاهنا سوى الشهادة على الله ، والترك أولى.
وقوله ـ عزوجل ـ (هذا ذِكْرٌ) يحتمل قوله : (هذا ذِكْرٌ) ، أي : شرف وذكر للذي تقدم ذكرهم من الأخيار ؛ لأنهم يذكرون أبدا بخير وحسن الثناء عليهم بما كان منهم من حسن السيرة والعمل ، فذلك شرفهم حيث صاروا مذكورين على ألسن الناس وهم أموات.
أو أن يكون ذكر هؤلاء ذكر [ى] وعظة لمن بعدهم.
أو ذكر [ى] لك وعظة لتعرف حسن معاملة الرب لهم.
أو هذا القرآن ذكر وعظة لمن آمن به ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ).
جملة الاتقاء : هو أن يتقي المهالك ، أي : اتقوا جميع ما يهلككم (لَحُسْنَ مَآبٍ) ، أي : مرجع ، ثم بين ووصف حسن المرجع الذي يرجعون إليه حيث قال ـ عزوجل ـ : (جَنَّاتِ عَدْنٍ).
قوله ـ عزوجل ـ : (جَنَّاتِ عَدْنٍ).
أي : مقام ، يقال : عدن في مكان كذا ، أي : أقام ، كأنه جنات يقام فيها لا يبغون عنها حولا ولا غيرا على ما أخبر الله ـ عزوجل ـ : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) [الكهف : ١٠٨].
وقال بعضهم : (عَدْنٍ) الذي هو وسط الشيء كأنه ذكر أن جنة عدن كانت وسط الجنان ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ).
يحتمل قوله : (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) أبواب الجنة ، يقال له : ادخل أي باب من أبوابها شئت على ما يقوله بعض الناس.
وجائز أن يكون أبواب كل أحد منهم في الجنة تكون مفتحة ؛ لأن إغلاق الأبواب إنما يكون في الدنيا إما لخوف السرقة أو نظر الناس إلى أهله وحرمه ، وخوف نظر أهله إلى الناس ؛ لهذا المعنى يتخذ الأبواب في الدنيا والغلق والإغلاق دونهم ، وليس ذلك المعنى في الجنة ؛ لما أخبر أن أزواجهم يكن قاصرات الطرف لا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا