فهم منسلخون عن صفات الدين فكيف يقال لهم أولو الأمر عند الله ورسوله وأحق أسمائهم اللصوص المتغلبة.
يقول علي بن موسى بن طاوس وقد تقدم في الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من هذا الكراس ما هذا لفظه والمراد بأولي الأمر منكم أمراء الحق لأن أمراء الجور الله ورسوله بريئان منهم فلا يعطفون على الله ورسوله في وجوب الطاعة.
أقول فإذا كان الأمر عنده كما أشار إليه واعتمدت عليه من أن العطف بأولي الأمر على الله ورسوله يقتضي من تساوي من عطف عليهم فهل يبقى لك مندوحة عما تقوله الإمامية في كمال صفات أولي الأمر كما كانت صفات رسول الله (ص) كاملة في العصمة والأمن من وقوع معصيته باطنة أو ظاهرة وإلا جاز عنده أن يطاع غير المعصوم فيما أطاع الله فيه ويعصى فيما عصى الله فيه جاز لأمراء الجور أن يقولوا له أطيعونا فيما أطعنا الله فيه واعصونا فيما عصينا الله فيه فإذن لا يبقى له مخرج على ما فسر هذه الآية إلا القول والاعتقاد لمذهب الإمامية وهذا واضح لمن أنصف من نفسه وخاف من العظمة الإلهية
فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من الكشاف في تفسير القرآن للزمخشري من الكراس الثاني من ثامن قائمة منه في خذلان قوم موسى له بلفظ الزمخشري فلم يبق معه مطيع موافق يثق به إلا هارون قال رب إني لا أملك لنصرة دينك إلا نفسي وأخي وهذا من البث والحزن والشكوى إلى الله والحسرة ورقة القلب إلى نقلها يستجلب الرحمة ويستنزل النصرة ونحوه قول يعقوب (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) وعن علي يدعو الناس على منبر الكوفة إلى قتال البغاة فما أجابه إلا رجلان فتنفس الصعداء وقال أين تقعان مما أريد.
يقول علي بن موسى بن طاوس ألا تعجب من قوم بعد الآيات الباهرات يخذلونه هذا الخذلان إلى هذه الغايات وأ لا تعجب من أمة سيدنا