يقول علي بن موسى بن طاوس ولم يكن عيسى (ع) بهذه الصفة بل هي صفة محمد (ص) ومن المعلوم عند كل عاقل منصف أن من كان أكثر عادته أنه يمشي راجلا كما كان عيسى (ع) إذا ركب أتانا أو جحشا لا يقول عاقل إنه تواضع وأما من كان عادته ركوب الخيل كما كان نبينا محمد (ص) ثم ركب أتانا أو جحشا فإنه يقال تواضع كما دلت عليه البشارة ولقد أعمى الله قلب من بدل هذه البشارة وجعل أن المراد بها عيسى
فصل فيما نذكره من القائمة الرابعة بعد الثلاثين من الإنجيل الأول عن عيسى (ع) ويحتمل البشارة بنبينا محمد (ص) باللفظ يحاكم يوحنا بطريق العدل ولم يؤمنوا به العشارون [آمنوا به] فأما أنتم فرأيتم ذلك ولم تندموا [تؤمنوا] اسمعوا مثلا آخر رب إنسان غرس كرما وأحاط به حيطانا وحفر فيه بئرا وبنى فيه قصرا ودفعه إلى فعلة وسافر فلما قرب زمان الثمار أرسل عبيده إلى الفعلة ليأخذوا ثمرته وأخذ الفعلة عبيده فضربوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا وأرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين فصنعوا بهم كذلك وفي الآخر أرسل ابنه وقال لعلهم يستحيون من ابني فلما رأى الفعلة الابن قالوا في نفوسهم هذا هو الوارث تعالوا نقتله ونأخذ ميراثه فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه وإذا جاء رب الكرم ما يفعل بأولئك الفعلة قالوا يهلكهم ويدفع الكرم إلى فعلة آخرين ليعطوه ثمرته في حينها قال لهم عيسى ما قرأتم قط في الكتب أن الحجر الذي بدله البناءون صار رأسا للزاوية هذا كان من قبل الرب وهو عجيب في أعيننا ومن أجل هذا.
أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمم يصنعون ثمرتها ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط عليه طحنه.
يقول علي بن موسى بن طاوس هذا مثل ضربه عيسى (ع) لبني إسرائيل إنهم قتلوا الأنبياء فلما بعثه الله وخلقه من غير أب وكان يسمى روح الله فكأنه ابن الله على سبيل المثل وأنهم يقتلونه على اعتقادهم لما قتلوا