الفاضل أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني في مسكني بالجانب الشرقي من بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة عن الشيخ العالم أبي الفرج علي بن السعيد الراوندي عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن جدي أبي جعفر محمد بن أبي الحسين الحسن الطوسي عن شيخة المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن شيخه السعيد أبي جعفر محمد بن بابويه من كتاب كمال الدين وتمام النعمة في الغيبة قال أخبرني أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال بينا رسول الله (ص) ذات يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكة إذ أقبل إليه وفد فسلموا عليه فقال رسول الله من القوم قالوا وفد بكر بن وائل قال (ص) فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الأيادي قالوا بلى يا رسول الله قال فما فعل قالوا مات فقال رسول الله الحمد لله رب الموت ورب الحياة ـ (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الأيادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر وهو يخطب الناس ويقول أيها الناس اجتمعوا فإذا اجتمعتم فأنصتوا فإذا أنصتم فاسمعوا فإذا سمعتم فعوا فإذا وعيتم فاحفظوا فإذا حفظتم فاصدقوا ألا إنه من عاش مات ومن مات فات ومن فات فليس بآت إن في السماء خبرا وإن في الأرض غبرا سقف مرفوع ومهاد موضوع ونجوم تمور وبحار ماء تفور يحلف قس ما هذا بلعب وإن من وراء هذا لعجبا ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا يحلف قس يمينا غير كاذبة أن لله دينا هو خير من الدين الذي أنتم عليه قال رسول الله رحم الله قسا يحشر يوم القيامة أمة واحدة ثم قال هل فيكم أحد يحسن من شعره شيئا فقال بعضهم نعم سمعته يقول :
في الذاهبين الأولين |
|
من القرون لنا بصائر |
لما رأيت مواردا للقوم |
|
ليس لها مصادر |
ورأيت قومي نحوها |
|
تمضي الأكابر والأصاغر |