منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وإذا تقرب الرجل إلى الرجل وليس بينهما نسب فالإسلام أقوى سبب وأقرب نسب.
أقول ما أنصف معمر بن المثنى فإن عمر لما طلب التزويج عند مولانا علي بن أبي طالب (ع) اعتذر عن طلب ذلك مع كبر سنه واشتغاله بالولاية بهذا الحديث في أنه أراد التعلق ينسب النبي فلو كان الإسلام أقوى سبب وأقرب نسب ما احتاج إلى هذا والصدر الأول أعرف من معمر بن المثنى بمراد النبي على أن قوله من أن الإسلام أقرب نسب مكابرة قبيحة لا تليق بأهل العلم كيف يكون الإسلام وهو سبب وأقصى ما حصل من هذا السبب الإخوة التي جمعت في هذا اللفظ بين الأعداء فقال الله تعالى (قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ) و (أَخُوهُمْ هُودٌ) و (أَخُوهُمْ صالِحٌ) وكان عدوهم وهم أعداء فيكون هذا السبب المحتمل للعداوة والصداقة أقوى من كل سبب بل لو قال قائل إن معنى ـ قول النبي كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي أن المفهوم منه السبب الذي بينه وبين الله كأنه قال إن السبب الذي بيني وبين الله والنسب الذي بيني وبين الله من ينسب إلي ما كان هذا التأويل بعيدا ولعل معناه ما روي أنه من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي معروفا كافيته يوم القيامة فلعله أيضا من جملة السبب لأجل الرواية فيما نذكره من الجزء التاسع من كتاب أبو عبيدة المذكور من القائمة الثالثة من الوجهة الأولة منها بلفظه وفي القرآن (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) أي على أقول هكذا وجدت كثيرا من المفسرين يذكرون أن في هاهنا بمعنى على ولعمري إن حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض ولكن هذا إنما يخرج إليه إذا لم يكن حمل اللفظ على حقيقته ـ (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) يحتمل أن يكون قريبا من الحقيقة لأن المصلوب لا يكون غالبا على رأس الجذع وإنما يكون نازلا عن أعلاه وكان قوله (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) إلى صورة حال المصلوب أو لعل قد كان لفظ فرعون في جذوع النخل أو بهذا المعنى فحكى الله تعالى ما ذكره فرعون كما حكى كلمات