أقول وأن يجوز عند عبد الجبار نزول عيسى (ع) عند زوال التكليف من الاعتقاد الطريف لأنه إذا جوز نزول عيسى في وقت من الأوقات أتراه يعتقد أن عيسى (ع) يكون في الدنيا فهو خال من التكليف من الواجبات والمندوبات فهل ذهب أحد من المسلمين إلى أن أحدا من العقلاء البالغين الأصحاء السالمين يكون في الحياة الدنيا بين أهلها عاريا من التكليف وأخذ عدل عبد الجبار عن موافقة المعلوم من السنة المحمدية فوقع في هذه العقيدة الردية وما يستبعد من عبد الجبار أن يكون إنما حمل على إنكار نزول عيسى في زمان التكليف إن الأخبار وردت أنه يكون في دولة المهدي (ع) ويصلي خلفه فلعله أراد التشكيك في ذلك بإظهار هذا القول الضعيف
فصل فيما نذكره من تفسير عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمود المعروف بأبي القاسم البلخي الذي سمى تفسيره جامع علم القرآن ذكر الخطيب في تاريخ بغداد أنه قدم بغداد وصنف بها كتبا كثيرة في علم الكلام ثم عاد إلى بلخ فقام بها إلى أن توفي في أول شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة وهذا يقتضي أنه بقي بعد وفاة الجبائي فمما نذكره من الجزء الأول منه في أن النبي (ص) جمع القرآن قبل وفاته وأنكر البلخي قول من قال إن القرآن جمعه أبو بكر وعثمان بعد وفاة النبي فقال البلخي في إنكار ذلك من الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكراس الأول منه ما هذا لفظه وأما الذي يدل على إبطال قول من يدعي الزيادة والنقصان وأن النبي لم يجمعه حتى جمعه أصحابه بعده وذكر البلخي الآيات المتضمنة بحفظ القرآن ثم قال البلخي من الوجهة الأولة من القائمة السابعة من الكراس الأول ما هذا لفظه وإني لأعجب من أن يقبل المؤمنون قول من زعم أن رسول الله (ص) ترك القرآن الذي هو حجة على أمته والذي تقوم به دعوته والفرائض الذي جاء بها من عند ربه وبه يصح دينه الذي بعثه الله داعيا إليه مفرقا في قطع الحروف ولم يجمعه ولم ينصه ولم يحفظه ولم يحكم الأمر في قراءته وما يجوز من