عبد لعثمان بن عفان واسم العبد المذكور أبان فهو يتعصب على بني هاشم تعصبا لا يخفى على من أنصف من أهل البصائر وكأنه حيث فاته مساعدة بني أمية بنفسه وسيفه وسنانه قد صار يحارب بني هاشم بقلمه ولسانه. أقول وأما نسبته إلى أبان عبد عثمان بن عفان فذكر محمد بن معية في كتاب المولى عن الخطيب مصنف تاريخ بغداد ووقفت عليه في تاريخه فقال عند ذكر أبي هاشم ولد أبي علي الجبائي عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن حالة بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان.
أقول وكان هذا حمران بن أبان جد الجبائي حاجبا لعثمان بن عفان واتفق تعلق الجبائي على عثمان بأن جده أبان عبد عثمان وجده حمران حاجبه فتوكدت عداوته لبني هاشم ولد أبو علي الجبائي سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.
أقول وأما بغضه على بني هاشم فإن أظهر التفاسير بين الناس تفسير عبد الله بن عباس ومن روى عنه وهذا كتاب تفسيره كأنه ما سمع في الدنيا مفسرا للقرآن اسمه عبد الله بن عباس.
أقول ويبلغ تعصبه الفاضح أنه يأتي إلى آيات ما ادعاه المتقدمون على بني هاشم في الخلافة أنها نزلت فيهم أيام خلافتهم ولا قبلها ولا احتجوا بها ولا ادعى لهم مدع أيام حياتهم أنها نزلت فيهم فيدعي هو بعد مائتي سنة ونحو خمسين سنة من زمان الصحابة أن هذه الآيات أنزلت فيهم ويستحسن المكابرة والبهت والفساد الذي لا يليق بالعقل ولا بالنقل.
أقول واعلم أن تفسيره يدل على أنه ما كان عارفا بتفسير القرآن ولا علومه فإنه يذكر ما يدعيه من التأويل إلا شاذا غير مستند إلى حجة من خبر أو كلام العرب أو وصف اختلاف المفسرين والاحتجاج لقوله الذي يخالف أقوالهم.
أقول ثم يذكر الآية ويقول في أكبر ما يفسره إنما يعني الله كذا وكذا في آيات محتملات عقلا أو شرعا لعدة تأويلات وما كان جبرئيل