وطم الشعر والسواك والخلال وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهي الحنيفية التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة وهو قول رسول الله (ص) (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً).
يقول علي بن موسى بن طاوس الأخبار وردت مختلفة في هذه العشرة فذكر أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه الخمس التي في الرأس المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب والفرق لمن طول شعر رأسه وأما التي في الجسد الاستنجاء والختان وحلق العانة وقص الأظفار ونتف الإبطين ذكر ذلك في باب السواك من أوائل الجزء الأول وأما قوله جل جلاله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فإن قيل إذا كان العهد الإمامة فقد نالها معاوية بن أبي سفيان ويزيد وبنو أمية وهم ظالمون :
والجواب أن عهد الله جل جلاله وإمامته ما نالها ظالم أبدا وليس من كان ملجأ بالتغلب يكون قد نال عهد الله فإن ملوك الأكاسرة والقياصرة وغيرهم من الكفار وقد ملكوا أكثر مما ملك كثير من أئمة المسلمين وهم في مقامهم منازعين لله تعالى ومحاربين فكذا كل ظالم يكون عهد الله وإمامته ممنوعة منه منزهة عنه وفيه إشارة باهرة إلى أن الإمامة تكون من اختيار الله تعالى دون اختيار العباد لأن العباد إنما يختارون على ظاهر الحال ولعل باطن من يختارونه يكون فيه ظلم وكثير من سوء الأعمال فإذا كان الظلم مطلقا مانعا من عهد الله تعالى وإمامته فلم يبق طريق إلى معرفة الذي ينال عهد الله تعالى إلا بمن يطلع على سريرته أو يطلعه الله تعالى على سلامته من الظلم في سره وعلانيته
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من تفسير علي بن إبراهيم وهو من جملة المجلد الأول في ثاني الوجهة من القائمة الأولى من الكراس التاسع عشر بلفظه وأما قوله (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ