يدعى عليهم إلا تقديمهم لمولانا علي على من تقدمه من الصحابة فإن كنت تقصد بهذا الطعن على مولانا علي وبني هاشم تأخرا عن بيعة أبي بكر على قاعدة الخوارج فكفاك بذاك عارا وشنارا فإن البخاري ومسلم شهدا في صحيحيهما أن عليا وبني هاشم تأخرا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر أو نصف سنة إلى حين وفاة فاطمة وعرفت أن عليا (ع) كان يقول إنه مظلوم منذ قبض رسول الله فما كان ذلك أن تطعن بما يرجع على هدم الإسلام وتفتضح به بين الأنام وأنت عرفت أن عليا والصحابة تحاربوا بعد وفاة النبي (ص) أيام طلحة والزبير ومعاوية قد اعتذرت للجميع فهلا كان الذين تقدموا على مولانا علي أسوة بمن حاربهم ويكون الجميع عندك معذورين ويكون جميع الشيعة معذورين وهلا كان القوم عندك على شبهة أين علمت أنهم جميعا معاقدون وأنهم أضر على الإسلام من الزنادقة لو لا أنك مطرود عن الحق وتابع للهوى ومفتون وستعلم إذا جمعنا وإياك موقف القيامة كيف نكون وتكون ويقال لأبي علي الجبائي ولأمثاله هل ترى العقل يقتضي أن نبيا أو سلطانا يخرج رعيته من الضلال إلى الهدى ومن الفقر إلى الغنى ومن الذل إلى العز وبلوغ غايات المنى ومن المشابهة للدواب بعبادة الأحجار والأخشاب ويردهم إلى حكم الألباب فلما خاطر هذا النبي أو السلطان على أقل عقائد المتعصبين عليه وصفاء الملك عن الأكدار أن تزاحم الأجانب أهل بيته على دولته ثم لم يقنعوا بمزاحمتهم على رئاستهم حتى قتلوا منهم فريقا وأسروا فريقا وقصدوهم بالعداوة في الحياة وبعد الممات وبلغت العداوة لهم إلى أنهم إذا سمعوا عن أحد أنه يمدحهم أو تولاهم أو يفضلهم على سواه أخرجوه عن الإسلام وحكموا عليه بالزندقة وجحود الشرائع والأحكام أهكذا يا أبا علي يكون جزاء الإحسان أما تعلم أنكم كنتم مسلمين مؤمنين فقد أعتقناكم من القتل ومن الجزية التي ألزمناها أهل الذمة وأنكم عتقاؤنا على كل حال وبنا وصلتم إلى كل ما تدعونه من رئاسة أو علم أو بلوغ آمال وارحموا نفوسكم من يوم الحساب والسؤال