فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من تفسير معمر بن المثنى أيضا من القائمة الثانية بلفظه ـ (أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) أي خوف لا عقول لهم والخوف أفئدة لا عقول لأربابها قال الشاعر ـ
إن بني قوم خوف |
|
لا كرم فيهم ولا معروف |
يقال لأبي عبيدة معمر بن المثنى قد أنشدت البيت على معنى خوف إنما كانت الحاجة إلى إنشاء شاهد على أن معنى (أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) بمعنى خوف ولم يذكر ذلك وأن الهواء ثم يقال له كيف نفهم من الأفئدة العقول وكيف نفهم من أنها هواء أنهم لا عقول لهم فهلا قال عسى يحتمل أن يكون لما غلب الخوف والأهوال على الذين حكى عنهم أن أفئدتهم هواء جاز أن يقال إنها اضطربت الأفئدة حتى صارت كالهواء المضطربة بالأمواج أو لعل إن كان يحتمل أن يكون المراد أن المقصود بالأفئدة الفكر واستحضار المعاني ولما غلب على هؤلاء الخوف ما بقي لها قدرة على فكرة فكان الأفئدة خرجت من أماكنها كما قال في موضع آخر (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) فتكون قد صارت كالهواء الذي لا يستقر في مكان واحد.
أقول وعسى يحتمل كما كانت الأفئدة والقلوب عند الأمن ـ (كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) في الكثافة جاز أن تكون عند خوفها تصير كالهواء في اللطافة وغير ذلك مما لا نطول بذكره.
فصل فيما نذكره من الجزء السادس منه من ثالث قائمة من الوجهة الثانية منها بلفظه ومن سورة مريم (إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) أي من قدامي أي من بني العم. وقال بني الفضل ـ
مهلا بني عمنا مهلا موالينا |
|
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا |
يقال لأبي عبيدة إنك ادعيت أن معنى ورائي قدامي فكان ينبغي أن تستشهد ببيت يقتضي ذلك أو بحجة غير هذا البيت وما نرى هذا يقتضي الحجة ولا شبهة على ما ذكرت وهلا ذكر أبو عبيدة فإن قول الله تعالى (مِنْ