الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) قال لما أنزل الله (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) قالت الملائكة هلك أهل الأرض فلما نزل (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) أيقنت الملائكة بالهلاك معهم ثم قال (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) يعني جزاء أعمالكم في الدنيا ـ (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) بعمله الصالح ـ (فَقَدْ فازَ) يعني نجا من النار وسعد في الجنة.
فصل فيما نذكره من الجزء الرابع عشر من تفسير الكلبي أوله من الوجهة الأولة من القائمة الثالثة منه ونختصر لفظه من تفسير قوله تعالى ـ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) قال لما جعل مطعم بن عدي بن نوفل لغلامه وحشي إن هو قتل حمزة أن يعتقه فلما قتله وقدموا أمله فلم يعتقه فبعث وحشي جماعة إلى النبي (ص) أنه ما يمنعنا من دينك إلا أننا سمعناك تقرأ في كتابك أن من يدعو مع الله إلها آخر ويقتل النفس ويزني (يَلْقَ أَثاماً) ويخلد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كله فبعث إليهم بقوله تعالى ـ (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) فقالوا نخاف لا نعمل صالحا فبعث إليهم (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) فقالوا نخاف ألا ندخل في المشية فبعث إليهم (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) فجاءوا وأسلموا فقال النبي لوحشي قاتل حمزة غيب وجهك عني فإنني لا أستطيع النظر إليك فحلق فمات في الخمر هكذا ذكر الكلبي
فيما نذكره من الجزء الخامس عشر ـ من تفسير الكلبي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منه بلفظه محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ) يقول في طاعة الله ـ (يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) يقول في التحويل من الأرض إلى الأرض والسعة في الأرض قال فلما نزلت هذه الآية سمعها رجل من بني ليث هو شيخ كبير يقال له جندع بن ضمرة فقال والله ما أنا ممن استثنى الله وإني لأجد حيلة والله لا أبيت الليلة بمكة فخرجوا يحملونه على سرير حتى أتوا به التنعيم