الله بثلاث سنين وذلك أن رسول الله (ص) نبئ يوم الإثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي ثم أسلم جعفر بن أبي طالب وزيد وكان يصلي رسول الله بعلي وجعفر وزيد وخديجة خلفهم وقال المستهزءون برسول الله خمسة الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وهو أبو ربيعة ومن بني زهرة الأسود بن عبد يغوث والحرث بن الطلاطلة الخزاعي فأشار جبرئيل وهو عند النبي إلى الوليد بن المغيرة فانفجر جرح كان في قدمه فنزف الدم حتى مات وأما الأسود فكان رسول الله قد دعا عليه بعمى بصره فأشار إليه جبرئيل فعمي بصره ومات وأشار جبرئيل إلى أسود بن عبد يغوث فاستسقى وانشق بطنه ومات ومر العاص بن وائل بجبرئيل فأشار إلى قدمه فدخل فيها شيء فورمت ومات ومر ابن الطلاطلة بجبرئيل فتفل جبرئيل في وجهه فأصابته السماء فاحترق واسود وجهه حتى رجع إلى أهله فقالوا لست صاحبنا وطردوه فأصابه العطش حتى مات ثم ذكر دعوة النبي (ص) لقريش والعرب ونفورهم عنه وحفظ أبي طالب له وحمايته عنه.
يقول علي بن موسى بن طاوس وقال جدي الطوسي في التبيان إن المستهزءين خمسة نفر من قريش الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأبو ربيعة وأسود بن عبد يغوث والحرب بن عبطلة في قول سعيد بن جبير وقيل أسود بن عبد المطلب واعلم أن هذا مما يتعجب منه ذوو الألباب أن يكون قوم من العقلاء عاكفين على عبادة الأحجار والأخشاب مما لا ينفع ولا يدفع وهم قد صاروا بعبادتها ضحكة لكل عاقل وموضع الاستهزاء لكل جاهل فيأتي رسول الله فيقول اعبدوا خالق هذه الأحجار والأخشاب وهم يعلمون أنها ما خلقت نفوسها لأنهم يحكمون عليها بما يريدون من عمارة وخراب فيضحكون منه ويستهزءون به وينفرون عنه ويسمعون أيضا لسان حالها أنها تقول لهم إن كنت آلهة لكم فاقبلوا مني فأنتم تروني محتاجة إلى من يحفظني ومحتاجة إلى من ينقلني ومحتاجة