أو لعل المراد أنه ما كان رسول ولا نبي إلا يتمنى صلاح قومه واتباعهم الأمانيا فيلقي الشيطان في أمته أماني له ما يخالف أمنيته فينسخ الله تعالى أماني الشيطان بكثرة الحجج والآيات و (يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) وبيناته ويظهر النبي والرسول على الشيطان أو نحو هذا التأويل مما يليق بتعظيم الأنبياء وخذلان الشيطان.
فصل فيما نذكره من الجزء الأول من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني من الوجهة الأولة من القائمة التاسعة من الكراس الثاني بلفظه أقول في (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يقال له كرر ذكر (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) والجواب عن ذلك للمبالغة والتأكيد وللدلالة على أن لله من النعم ما لا يفي به نعم منعم فجرى على كلام العرب إذا أرادوا الدلالة على المبالغة كما قال الشاعر :
هلا سألت جموع كندة |
|
يوم ولوا أين أينا |
قال الآخر
كم نعمة كانت لكم |
|
كم نعمة وكم وكم |
وقال الآخر
حطامه الصلب حطوما |
|
محطما أنصف الأسد |
وأنت تقول في الكلام اذهب اذهب اعجل اعجل ليدل على الغاية والمبالغة ووجه آخر وهو أنه لما دل بالإلهية على وجوب العبادة للنعمة التي بها تستحق العبادة وكأنه قيل وجوب العبادة للنعمة التي ليس فوقها نعمة ثم ذكر عزوجل الحمد يوصله بذكر ما به يستحق الحمد ليدل على أنه يستحق الحمد بالنعمة كما يستحق العبادة بالنعمة.
يقول علي بن موسى بن طاوس يقال لعلي بن عيسى الرماني كان معنى (الرَّحْمنِ) هو معنى (الرَّحِيمِ) كان لتأويلك أنه للتكرار تجويز وغيرك يعرف أن لفظ الرحمن فيه من المبالغة والعموم ما ليس في لفظ الرحيم وما جرت العادة أن الكلام يذكر بلفظة المبالغة أولا ثم يذكر بلفظة دونها ويكون المراد مجرد التأكيد وهلا قال الرماني لعل المراد بلفظ (الرَّحْمنِ) على وجه العموم والمبالغة أنه جل جلاله رحمان للمطيع والعاصي ولكل حيوان ـ