بنات قومه فهو خلاف ظاهر القرآن وكان يحتاج إلى حجة وبرهان وليس في عرض بناته (ع) منقصة حتى يعدل بلفظ بناته إلى بنات قومه والأخبار متظاهرة من الجهات المتفقة والمختلفة أنهن كن بناته على اليقين فيما نذكره من الجزء الثاني من الغريبين للأزهري من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من ثامن سطر منها بلفظه ـ (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) يعني نبأ محمد (ص) ومن عاش علمه بظهوره تمام أمره ومن مات علمه يقينا يقال للجوهري لو كان المراد محمد (ص) لكان ليعلمن نبأه بعد حين لأن في القرآن (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) فالضمير في النبأ يعود على ظاهر الكلام إلى من عاد إليه ضمير عليه وضمير إن هو وهذه الضمائر في ظاهرها البلاء لعلها عائدة جميعها إلى القرآن الشريف فيكون المعنى على هذا وليعلمن صدق أخبار القرآن ووعوده ووعيده بعد حين فكيف جاز العدول عن هذا الظاهر الباهر بغير دليل قاهر.
فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من الغريبين للأزهري من القائمة الثالثة من الوجهة الأولة منها من رابع سطر بلفظه ـ وفي حديث علي (ع) لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى قال السبق أعجاز الإبل ما خيرها جمع عجز وهو مركب شاق ومعناه إن منعنا حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليه قال الأزهري لم يرد على ركوب المشقة ولكنه ضرب أعجاز الإبل مثلا لتقدم غيره عليه وتأخيره عن الحق الذي كان يراه له فيقول إن قدمنا للإمامة تقدمنا وإن أخرنا عنه صبرنا على الأثرة وإن طالت الأيام.
يقول علي بن موسى بن طاوس الحديث عن مولانا علي (ع) وإنما أحتمل التأويل الذي ذكره الأزهري في أنه يصبر على التقدم عليه وإن كان ذلك شاقا وقوله وإن طال السرى فيه تنبيه على أنه كان يعلم تطاول الدهور على منعه ومنع أهل بيته واعلم أن تصديق الأزهري لمثل