المجبرة في موقف القيامة ولو عرف شيوخ الأشعرية ذلك منه كان قدما قضوا بين فإنه إذا قال إن الناس يكونون في الآخرة ملجئين إلى الأفعال ومع هذا فإنها أفعالهم حقيقة وإن كان الله فهم فهلا وافق المجبرة في الدنيا واعترف لهم بأن الأفعال من الله تعالى ويكون منهم حقيقة وغسل ما صنفه من الكتب في الرد عليهم فصار ممن ينتمي إليهم واعترف بغلطه في حال العباد يوم المعاد وأقر أنهم مختارون وإن كانت العلوم الضرورية لا يستحيل معها أن يقع من صاحبها مخالفة لها فإن الجبائي يعلم أن المجبرة يعلمون أن أفعالهم منهم ضرورة ومن هذا كابروا الضرورة وادعوا أنها ليست منهم ويعرفون هو وغيره أن خلقا ادعوا أنه ليس في الوجود علم بديهي ولا ضروري والعقلاء يعلمون أنهم كابروا أو هذا القول بالبديهة والضرورة فكذا لا يستحيل أن يقع من الخلائق في موقف القيامة وفي النار أفعال المختارين القادرين وإن كانوا قد صاروا ذوي علوم ضرورية فكلما عرفوه ضرورة ويقال للجبائي إن معنى قولك هاهنا بشهادة النبيين والملائكة والمؤمنين على الناس وقد تقدم قولك إن العباد يكونون يوم القيامة ملجئين غير مختارين وهل للعقل مجال أن يوصف أحكم الحاكمين أنه تعالى يلجئ المشهود عليهم إلى ما يريد ويلجئ الشهود إلى الشهادة بما يريد وهل يقبل العقل والنقل المشهود عليهم مختارون والمشهود عليهم قادرون وحيث كان جحود المشهود عليهم باختيارهم واحتاجوا إلى شهود عليهم مختارين في الشهادة دافعين لإنكارهم
فصل فيما نذكره من الجزء الثامن عشر من تفسير الجبائي وهو الثاني من المجلد التاسع من الوجهة الأولة من القائمة العاشرة من الكراس السادس منه بلفظه وأما قول الله سبحانه وتعالى ـ (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) فإنما عنى به أمره للنبي والمؤمنين بأن يدعوا الله عزوجل على الكفار على الكذابين على الله القائلين فيه تبارك وتعالى وفي