الكفر عمن ذكرها عنه بصورة لفظها
فصل فيما نذكره من الجزء العاشر لأبي عبيدة المذكور من السطر الرابع من الوجهة الثانية من أول تفسير الذاريات بلفظه ـ (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) إذا كان السبب في بطنها فهو ثقل عليها وإذا كانت فهي عليه فهو ثقل عليه فأقول قد كان ينبغي أن يأتي بحجة على هذا مثاله أن يقول جل جلاله قال عن الحامل ـ (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما) فكان هذا شاهدا أن الثقل الحمل في البطن وإلا فلولا هذا ما عرف القرآن كان الإنسان ثقلا عليها سواء كان على بطنها أو ظهرها بل كان إذا صار في بطن الأرض فكأنه قد خف عن بعضها وصار ثقلا على بعضها ولو كان يحتمل أن يقال إن المكلفين لما كانوا حاملين لأثقال الأوزار حاملين لأثقال الحساب وحاملين لأثقال التكليف جاز أن يسموا أثقالا للأرض فإن في الحديث أن الأرض تثقل العصاة لله تعالى مجازا لأنها محمولة بالله والله الحامل لها ولهم وهو يبغضهم ويمقتهم وكل ممقوت ثقيل.
فصل فيما نذكره من كتاب اسمه تنزيه القرآن من المطاعين تصنيف عبد الجبار بن أحمد من سابع عشرة قائمة أوله من الوجهة الثانية منها بلفظه مسألة وسألوا عن قوله ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) قالوا ولو عرف كل أهل الكتاب نبوته لما صح مع كثرتهم أن ينكروا ذلك ويجحدوه فكيف يصح ما أخبره تعالى وجوابنا أن المراد من كان يعرف ذلك منهم وهم طبقة من علمائهم دون العوام منهم ولذلك قال (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ولا يجوز ذلك على جميعهم لعلمنا باعتقاداتهم وتجويزه على ما ذكرناه يصح.
يقول علي بن موسى بن طاوس هذا جواب الشيعة لعبد الجبار في دعواه أنه لو كان النبي قد نص على مولانا لما أنكره عبد الجبار وأصحابه فيقال لهم في الجواب ما أجابه أهل الكتاب بينهم واحدة وقد قلنا غيرها هنا أنه ليس كل منصوص عليه بالغ الظهور وأوضح الأمور لا يقع