عهد إليه عند وفاته ألا يرتدي برده إلا لجمعة حتى يجمع القرآن فجمعه ثم حكى عن الشعبي على أثر ما ذكره أنه قال كان أعلم الناس بما بين اللوحين علي بن أبي طالب (ص) قال محمد بن بحر الرهني حدثني القرباني قال حدثنا إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن عطية بن أبي سعيد الكوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض قال محمد بن بحر الرهني وما حدثنا به المطهر قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن عبد الله بن موسى عن الركين بن الربيع عن القسم بن حيان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال الرهني في الوجهة الأولة من القائمة الخامسة ما معناه كيف يقبل العقل والنقل أن النبي يجعل القرآن وأهل بيته عوضه وخليفتين من بعده في أمته ولا يكون فيهما كفاية وعوض عن غيرها مما حدث في الأمة وفي القرآن من الاختلاف.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب الحذف والإضمار تصنيف أحمد بن ناقة المقري من الوجهة الثانية من عاشر سطر منها بلفظه فصل في قصة أصحاب الكهف (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ) أي كما حفظنا أحوالهم في طول تلك المدة بعثناهم من تلك الرقدة لأن أحد الأمرين كالآخر في أنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى بين الله عزوجل فذلك أنه بعث أصحاب الكهف بعد موتهم الطويل من مرقدهم بعده ليسألوا بعضهم بعضا عن مدة مقامهم لينتهوا بذلك على معرفة الله تعالى ويزدادوا إيمانا إلى إيمانهم.
يقول علي بن موسى بن طاوس قول هذا الشيخ بعث أصحاب الكهف بعد موتهم الطويل لعله غلط من الناسخ أو سهو من المصنف فإنه قد قدم قبل هذا أنه بعثهم من الرقدة والقرآن الشريف يتضمن صريحا بأنه (تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) ومن آيات الله تعالى في بقائهم بغير طعام