المسلمين جميعا (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) فما فضل هؤلاء مع قول الله عزوجل ـ (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ) و (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) و (فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ) وما كانت هذه سبيله فليس فيه ما لم يعلم بل المعنى والراسخون في العلم يعلمون أيضا ويقولون بمعنى قائلين ثم أجاب صاحب هذا التفسير ما هذا لفظه قيل له لمن نزل الله عزوجل أثبت شيئا لنفسه ونفاه عن الخلق لجاز أن يشركه فيه أحد لا يراه قال (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ) فاستثناه بقوله (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) وهو دليل على أنهم لم يعلموه من قبل الله عزوجل ـ وقول نبي الله (ص) اتعظوا بأمثاله وآمنوا بمتشابهه دليل على أنهم لم يعلموه من قبله.
يقول علي بن موسى بن طاوس أما احتجاج الأول بقوله (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ) و (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) و (فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ) فلا يطيق منصف أن يدعي أن هذه الآيات يقتضي أن يعلم تأويله كل أحد من عالم أو جاهل ومسلم وكافر ولو كان الأمر في البيان يقتضي معرفة الخلائق كلهم به لأدى إلى أنه لا يسمعه أحد إلا عرف تأويله فلم يبق بدا من أن يكون المراد بهذه الآيات غير الظاهر الذي ادعاه وأن القرآن في نفسه بيان وتبيان ومفصل على علم الله ولكن يحتاج إلى من يعرف ذلك من الله ورسوله وآله.
أقول وأما جواز المفسر بأن فيه ما لا يعلمه إلا الله فما يجحد ذلك إلا جاهل أو مكابر وأما قوله إن الراسخين في العلم علموه من الله دون رسوله وآله فمن أين عرف ذلك وليس في الحديث الضعيف الذي أورده ما يقتضي هذا وكيف يقبل العقل أن يكون الرسول الذي كان القرآن حجة له ومنزلا لأجله لا يعلم منه ما يعلمه بعض أمته هذا غلط عظيم من المدعي لحقيقته
فصل فيما نذكره من كتاب أسباب النزول تأليف علي بن أحمد النيشابوري المعروف بالواحدي من تاسع سطر من وجهة أوله من قائمة منه بلفظه قوله (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) قال السدي قال رسول الله (ص) عرضت على أمتي في صورها كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن بي ومن يكفر فبلغ المنافقين فاستهزءوا وقالوا أيزعم محمد (ص)