فيما نذكره من الجزء الثالث عشر وهو أول المجلد السابع من تفسير الجبائي من الكراس السادس بعد ست قوائم منها من تفسير قول الله تعالى ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) فقال الجبائي ما هذا لفظه وهذه الآية هي أيضا دلالة على صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (ع) لأن الله قد وعد المؤمنين أن يستخلفهم في الأرض وأن يملكهم إياها ويمكنهم منها حتى يصيروا خلفا فيها ولم يستخلف فيها بعد رسول الله من هؤلاء الذين كانوا مؤمنين في زمن نزول هذه الآية إلا هؤلاء الأئمة الأربعة فصح أن الله تعالى هو الذي استخلفهم في الأرض وبأمره صاروا خلفاء وإلا لما كان الله تعالى مستخلفا لهم كما قال ولكان هذا يوجب أن يكون لم يوجد مخبر هذا الوعد وهذا الخبر على ما أخبر به وهذا لا يجوز على إخباره فصح أن خلافة هؤلاء الأربعة كانت بأمر رسول الله وأن الله تعالى كان استخلفهم ومكنهم في الأرض الجواب وبالله التوفيق يقال للجبائي ما تقول للإمامية إن قالت لك إذا كان هذه الآية الخلافة عندك وعند الفرق المخالفة فنحن نحاكمكم إلى عقولكم عند إنصافها ونقول هذه الآية تدل على بطلان خلافة الذين تقدموا على مولانا علي بن أبي طالب (ع) وبيان ذلك أن الله تعالى قال فيها شرط أن يكون فيها لمن يستخلفه من هذه الأمة كما كان استخلافه لمن مضى قبلها بلفظه (كَمَا) التي هي حقيقة للتشبيه وقد وقفنا نحن وأنتم على أخبار من تقدمنا من بني إسرائيل وغيرهم الذين يحتمل التشبيه بهم فلم نجدهم يحملون الأنبياء ولا الأوصياء ولا خلفاء الأنبياء باختيار من يختارهم من الأمة وما وجدنا أحدا منهم تركوا نبيهم على فراش الموت وتوصلوا قبل الاشتغال بغسله والصلاة عليه ودفنه بغير مشاورة لأهله ولا حضورهم وبايعوا بعضهم بعضا ولا وجدناهم عينوا في ولايتهم