إذا علم أن حديثه ينتهي إليه وكما يلزمه على أقل المراتب إذا كان حديثه يبلغ إلى صديق يعز عليه أو إلى سلطان بلده مما يأخذ عليه أو عالم من علماء البلد إذا كان محتاجا إليه أو إلى عبد في داره يحفظ قلبه أن يتغير عليه فإذا سقطت حرمة ملك الجلالة فصاحب الرسالة عن هذه المراتب مع التصديق بعرض الأعمال عليه (ص) كان ذلك من جملة المصائب التي ينبغي أن يلبس العارف عليها ثياب السواد ويجلس على الرماد خوفا أن يكون دعواه للإيمان إنما تكون بمجرد اللسان كما قال الله جل جلاله ـ (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) وربما تطرق الأمة في الأخطار فإنه إذا لم يراع اطلاع رسول الله (ص) بعد اطلاع العالم بالأسرار إلى أن العقل والقلب والأذن قد عميت وصمت بالإصرار وصار صاحب هذه الأسباب يعتقد أنه حي وهو كبعض الدواب
فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من المجلدة الأولى من الكتاب المذكور من الجهة الثانية من القائمة الخامسة عشرة منه قوله عزوجل ـ (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاوس وإنما ذكرنا هذه الآية مع ظهور أن المراد بالهادي مولانا علي (ع) وقد ذكرنا في الطرائف من طريق المخالف في ذلك ما يعتمد عليه لأن صاحب هذا الكتاب روى أن الهادي علي (ع) روى ذلك من خمسين طريقا ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظه ـ حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا الحسن بن عبد الواحد حدثنا الحسن بن الحسين عن محمد بن بكر ويحيى بن مساور عن أبي الجارود الهمداني عن أبي داود السبيعي عن أبي بردة الأسلمي عن النبي (ص) (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) قال فوضع يده على منكب علي (ع) فقال هذا الهادي من بعدي.
يقول علي بن موسى بن طاوس كان ظاهر رجوع الصحابة إلى مولانا علي (ع) فيما يشكل عليهم بعد النبي (ص) كاشفا عن أن الهادي