والملائكة وصالح المؤمنين إن هذا لأجل شرب العسل وهل شرب المغافير وإظهاره سره فيه ما يقتضي لفظ (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) وهل هذا يقتضي أن يكون تأويل ذلك إلا بما يناسب الوعيد المشار إليه وقد روت الشيعة عن أهل البيت روايات متظاهرة أن الذي أسر النبي إليهما كان غير هذا مما يليق بالتهديد الواقع عليهما وكيف يتهدد أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وأحكم الحاكمين على شرب عسل عند زوجة دون زوجة من الزوجات إلى هذه الغايات ويقال للجبائي عن قوله إن ذكر الله مولاه وغيره يقتضي إبطال مذهب الرافضة لأنهم ليسوا أئمة كيف بلغت العصبية على العترة الهاشمية إلى هذه الغاية من العقل الدنيوية إذا قالت لك الذين سميتهم رافضة إذا كان الله تعالى مولاه بمعنى أولى به والملائكة وصالح المؤمنين كان ذلك موافقا لقول النبي لعلي يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه وحسبهم في الدلالة أن النبي (ص) جعل لعلي (ع) ما جعل الله لنفسه من جميع صفات لفظ مولى في قوله (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) أقول للجبائي أما قولك إن هؤلاء ما كانوا أئمة أتريد أن الله ما كان إماما أو تريد الملائكة أو صالح المؤمنين فإن أردت جل جلاله فهو جهل بمعنى الإمامة وجهل بالله تعالى لأن كل لفظ فإنه يصرف معناه إلى ما يحتمله ويقتضيه والذي يقتضيه من الله تعالى أولى بالنبي من سائر الجهات كاف في الدلالات وإن أردت جبرئيل والملائكة فالذي يحتمله حالهم من هذا الوصف يكفي في الدلالة وهو عصمتهم وأنهم أولى بالنبي ونصرته وهو كاف في الإشارات وللملائكة بالنسبة إليهم من المراتب ما هو أعظم من الإمامة وإن أردت صالح المؤمنين فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤالف أن المراد من صالح المؤمنين علي بن أبي طالب قد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف وهل كانت الشيعة يحسن أن يتمنى أن يجعل الله تعالى ورسوله (ص) لمولانا علي (ع) من الرئاسة والولاية والتعظيم والتحكيم بل جعل الله لذاته المقدسة وجبرئيل والملائكة المعصومين المكرمين.