ويظهر من غيره فإن كل مصدق بالقرآن كتمان مؤمن آل فرعون لإيمانه وإظهار كلمة الكفر لم يضر إيمانه وأنه صحيح الإيمان فيكون لأبي طالب أسوة به في هذا الشأن وقد أوضحنا ذلك في الطرائف وإنما ذكرنا هذه الحكاية الآن لأنها من طريق المخالف.
فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من ثالث قائمة من الكراس السابع التي أقل عددها من سورة الأعراف من كتاب الكشاف بلفظ الزمخشري (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) أي من قومه فحذف حرف الجر وأوصل الفعل بقوله ـ منا الذي اختير الرجال سماحة قيل اختار من اثني عشر سبطا من كل سبط ستة حتى تنادوا اثنين وسبعين فقال يتخلف منكم رجلان فتشاحوا فقال لهم إن لمن قعد منكم مثل أجر من خرج فقعد كالب ويوشع وروي أنه لم يصب إلا ستين شيخا فأوحى الله إليه أن يختار من الشباب عشرة فاختارهم فأصبحوا شيوخا وقيل كانوا أبناء ما عدا العشرين ولم يتجاوزوا الأربعين قد ذهب الجهل والصبا فأمرهم موسى (ع) أن يصوموا ويتطهروا ويطهروا ثيابهم ثم خرج بهم إلى طور سيناء لميقات ربه وكان أمره ربه أن يأتيه في سبعين من بني إسرائيل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله ودنا موسى (ع) ودخل فيه فقال للقوم ادنوا فدنوا حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجدا فسمعوه وهو ويكلم موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فلما انكشف الغمام أقبلوا إليه وطلبوا الرؤية فوعظهم وزجرهم وأنكر عليهم فقالوا (يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً). يقول علي بن موسى بن طاوس كيف يبقى اعتماد على الاختيار في الأمور الكلية وإماتة البرية وهذا اختيار نبي عظيم الشأن ليصلح قومه فظهر منهم خلاف الإيمان وقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة وشهد الله عليهم بالفسق واستحقاق التيه أربعين سنة فقال تعالى (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) وشهد