لفظه فنظرت الحبشية إلى النجاشي وهو يبكي ثم قال النجاشي اللهم إني ولي اليوم لأولياء إبراهيم صدقوا المسيح (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) يعني اتبعوا دينه ـ (وَهذَا النَّبِيُ) يعني محمدا (ص) والذين معه ـ (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) بالنصر والحجة قوموا يا معشر القسيسين والرهبان فلا تؤذوهم اليوم ولا تكلموهم بعد مجلسي هذا فمن كلمه منكم فعليه عشرة دنانير وأقر النجاشي بالإسلام وبعث إلى النبي بإقراره بالإسلام وارتحل من القسيسين والرهبان اثنان وثلاثون رجلا حتى قدموا على رسول الله فوافوه فكان عنده ثمانية رهط من رهبان أهل الشام وكانوا أربعون رجلا ثم ذكر الكلبي إسلامهم واعترافهم بمحمد.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من تفسير الكلبي من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من أول كراس منه بمعناه ذاكرا لفظه ـ إن أبي بن خلف تبع رسول الله (ص) لما رجع من أحد وقال لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله ألا يعطف عليه رجل منا فقال دعوه حتى إذا دنا منه تناول رسول الله الحربة من الحرث بن الصمة ثم استقبله ثم انتقض بها انتقاضة تطايريا واستقبله فطعنه في عنقه فخدشه خدشة غير كبيرة وفر بفرسه فرارا واحتضن الدم في عنقه وقد كان قبل ذلك يلقى رسول الله بمكة ويقول إن عندي لعودا أعلفه كل يوم أقتلك عليه فقال رسول الله بل أنا أقتلك إن شاء الله فلما خدشه رسول الله يوم أحد في عنقه رجع إلى قريش فجعل يقول قتلني محمد (ص) بمشقص لما قال رسول الله أنا أقتلك إن شاء الله فقالت له قريش حين رجع إليهم وبه الطعنة في رقبته وهو يقول قتلني محمد فقالوا ما بك من بأس قال بلى والله لقد قال لي أنا أقتلك والله لو بصق علي بعد تلك المقالة لقتلني فمات قبل أن يصل إلى مكة بالطريق هذا لفظ الكلبي إلا شاذا من تكراره.
فيما نذكره من الجزء الثالث عشر من تفسير الكلبي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منه بلفظه ـ حدثنا يوسف بن بلال عن محمد عن