الثانية من القائمة الأولى من الكراس الثاني من تفسير قول الله تعالى ـ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) فقال البلخي في تأويله قولان أحدهما أنه من القرآن والآخر البعث لأن القرآن كانوا غير مختلفين في الجحود له وإنما كان الاختلاف في البعث.
أقول إن كان المرجع إلى النقل فيما نذكره فقد ينبغي أن يرجع إلى القرآن الشريف في تسمية النبإ العظيم وقد قال الله ـ (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) ولعل مفهوم هذه الآية أن يكون النبأ العظيم حديث محمد وما أخبر به من سؤال الملإ الأعلى لأن تفسير القرآن بعضه ببعض أوضح وأحوط في العقل والنقل وإن كان فهم المفسرون أن قوله تعالى ـ (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) غير ما ذكرناه وكانت الأمة مجتمعة على معنى واحد فيه فيرجع الإجماع إلى الحق وإن كان الحال يحتمل العمل بالروايات في تفسير النبإ العظيم فقد روت الشيعة أن النبأ العظيم في هذه الآية مولانا علي (ع) فإن النبي قال إنه المراد بقوله تعالى ـ (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) وإنه قال أنا مدينة العلم وعلي بابها وإنه قال أقضاكم علي فجمع له العلوم في القضاء وإنه كان يقول سلوني قبل أن تفقدوني فإنني أعلم بطرق السماوات مني بطرق الأرض وقد اختلفوا فيه فيكون هو النبأ العظيم على هذا الذي يخبر بالأسرار ويشتمل عمومه على الأنباء والأخبار.
فصل فيما نذكره من تفسير محمد بن السائب الكلبي وعندنا منه من الجزء الحادي عشر إلى آخر التاسع عشر في مجلد فنذكر هاهنا من الجزء الحادي عشر من الوجهة الثانية من القائمة الثالثة منه تماما لما تقدم من كون قريش أنفذت عمرو بن العاص ليحتال في أخذ جعفر بن أبي طالب ومن هاجر معه إلى الحبشة وحملوا للنجاشي ملك الحبشة هدايا على ذلك وسعوا بجعفر بن أبي طالب وأصحابه وقالوا قد فارقونا وفارقوا ديننا وإنهم على غير دينك فجمع بينهم النجاشي فقام جعفر قياما جليلا في مناظرة ملك الحبشة حتى كشف آثار الله تعالى في النبي (ص) وبكى النجاشي فقال الكلبي ما هذا