وعشرين سنة ولم يثقل عيناه ولم ينقص وجهه فبكى بنو إسرائيل على موسى وناحوا عليه مائة وثلاثين يوما.
يقول علي بن موسى بن طاوس ولم نذكر كل ما تضمنه مما وقفنا عليه من بشارة أو إشارة لأنا قصدنا بكتابنا هذا ذكر اليسير اللطيف العبارة.
فصل فيما نذكره من زبور داود وما كانت نبوته بعد موسى وجدت النسخ به كثيرة والذي ننقله من نسخة صغيرة قالبها ثمن الورقة الكبيرة ونبدأ بذكر السورة الثانية وأولها في الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس الأول السورة الثانية ما يقول للأمم والشعوب وقد اجتمعوا على الرب وحده ـ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) وقدسه يا داود إني جعلتك خليفة في الأرض وجعلتك مسبحي ونبي وسيتخذوا عيسى إلها من دوني من أجل ما مكنت فيه من القوة وجعلته يحيي الموتى بإذني داود صفني بالكرم والرحمة وإني على كل شيء قدير داود من ذا الذي انقطع إلي فخيبته أو من ذا الذي أناب إلي فطردته عن باب إنابتي ما لكم لا تقدسون الله وهو مصوركم وخالقكم على ألوان شتى ما لكم لا تحفظون طاعة الله آناء الليل والنهار وتطردون المعاصي عن قلوبكم كأنكم لا تموتون وكأن دنياكم باقية للأزل ولا تنقطع ولكم عندي في الجنة أوسع وأخصب لو عقلتم وتفكرتم وستعلمون إذا حضرتم إلي أني بما يعمل الخلق بصير سبحان خالق النور.
فصل فيما نذكره من أولة كراس الثالث من الزبور من السورة العاشرة من الزبور أيها الناس لا تغفلوا عن الآخرة ولا يغرنكم الحياة وبهجة الدنيا ونظارتها يا بني إسرائيل لو تفكرتم في منقلبكم ومعادكم وذكرتم القيامة وما أعددت فيها للعاصين قل ضحككم وكثر بكاؤكم ولكنكم غفلتم عن الموت ونبذتم عهدي وراء ظهوركم واستخففتم بحقي كأنكم لستم بمسيئين ولا محاسبين كم تقولون ولا تفعلون وكم تعدون فتخلفون وكم تعاهدون فتنقضون لو تفكرتم في خسوفة الثرى ووحشة القبر وظلمته لقل كلامكم وكثر ذكركم واشتغالكم لي إن الكمال كمال الآخرة وأما كمال الدنيا