المعلوم أن الدهن لا يسمى نباتا حتى يقال تنبت الدهن وإنما المانع أن يكون الباء في قوله تعالى (بِالدُّهْنِ) أن يكون في موضع لام فتكون على معنى تنبت للدهن فإن حروف الصفات تقوم بعضها مقام بعض وهو في القرآن في عدة مواضع ويقال عن تفسير الإلقاء إلى التهلكة إن الوجه الذي ذكره في أنها ما تهلك عند الله تعالى كأنه أحوط في الآية وربما يدخل تحتها الوجوه كلها إذا كانت مهلكة عند الله كان كل شيء يكون العبد معه سليما عند الله تعالى وممتثلا أمره فيه فليس بهلاك حقيقة
فصل فيما نذكره من الجزء الرابع من تفسير البلخي وهو الثاني من المجلد الثالث من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس السادس قوله (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فقال ألفاظه طويلة وهي في نحو ثلاث قوائم فنذكر معنى ما نختار ذكره منها أن إبراهيم طلب رؤية إحياء الموتى ليكون مشاهدا لكيفية الإحياء منها أنه (ع) خاف أن نمرود أو غيره يقول له أنت شاهد ربك وهو يحيي الموتى فإذا قال لا صار ذلك كالشبهة لهم فأراد إبراهيم أن يرى كيفية الإحياء ليقول لهم نعم شاهدت ومنها أن يكون نمرود أو غيره طلب منه أن يسأل الله تعالى ذلك ومنها أنه رأى جيفة على البحر يأكل منها الطير والسباع فأحب أن يرى اجتماعها عند الحياة من بطون من أكلها.
أقول وروينا نحن وجها آخر وهو أن إبراهيم كان موعودا بالخلة من الله وأن دلالة اتخاذه خليلا إحياء الموتى له فسأله أن ينعم عليه إحياء الموتى ليطمئن قلبه بالخلة وذكر البلخي فيما رواه أن قول إبراهيم ـ (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أني أزداد يقينا وفي رواية أزداد إيمانا وفي رواية أعلم إجابة دعائي في سؤالي لك أن تريني كيف تحيي الموتى ثم ذكر البلخي أن إبراهيم احتج بطلوع الشمس من المشرق أن يأتي بها نمرود من المغرب قال فقامت