ستة كما جرى في الشورى وما عرفنا أن مثل هذا على صفة جرى لمن تقدم وما وجدناهم عاملين إلا على اختيار الله تعالى ونصه على من يقوم بخلافتهم ونيابتهم بنبوتهم أو على غير ما جرت على حال أئمتكم من ولايتهم ووجدنا بني إسرائيل لما قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وعين هم على طالوت فحين جوزها أن يكون تملكه عليهم باختيار غير الله أنكروا ذلك ولم يقبلوا ملكه وهو دون الخلافة العامة حتى أوضح ذلك بنزول التابوت تحمله الملائكة وهذا الذي نعتقد في الخلافة والإمامة أنها من الله ورسوله على السواء من غير زيادة ولا نقصان فأنصفونا من أنفسكم فهذه شهادة صريحة لنا بما تعتقد على ما فسرتموه أن الخلافة مفهومة من هذا القرآن العظيم الشأن ونحن نحاجكم بقولكم في الدنيا والآخرة ويوم الحساب فاتقوا الله ودعوا العصبية واحكموا بالإنصاف ومقتضى الألباب فقد وضح لكم وجه الحق والصواب ويقول أيضا علي بن موسى بن طاوس انظر رحمك الله إلى العصبية واتباع الأهواء الدنيوية إلى أين تبلغ بصاحبها وإلى أية غاية من الضلال تنتهي براكبها وهذا الجبائي قد ملأ كتبه وغيره من أمثاله أن بيعة هؤلاء الأربعة كانت باختيار من اختارهم من الأمة وأن النبي مات وما نص على أحد ثم ادعى هاهنا بغير حياء ولا مراقبة لمناقضته وعمي قلبه وعقله بعد وفاته أن هؤلاء الأربعة كان استخلافهم من الله ومن رسوله ثم انظر بعين الإنصاف إلى ما قدمه في أول الجزء الأول من تعظيم القول إنه كيف يجوز أن يدعي أحد على رسول الله (ص) أنه مات وما عرف الناس تأويل القرآن وأظهره وشهره لهم وكيف تدعي الرافضة أن أئمتهم يعرفون منه ما لا يعرف الناس وبلغ بهم ما حكاه عنهم إلى حد الزندقة والكفر هو الآن قد أقر على نفسه ما أنكره ولزمه أن يكون شاهدا بالزندقة لأنه لو كان معنى هذه الآية استخلاف هؤلاء لكان النبي قد عرف الخلفاء الأربعة ذلك وما أحوجهم إلى اختيار بعضهم لبعض ولا تعين على ستة في الشورى وإلا كان قد شمتت بالإسلام اليهود أو النصارى