أو غيرهم من الملحدين على دعوى الجبائي وأمثاله أن أكمل المرسلين مات ولم يعين على من يقوم مقامه في المسلمين مع علمه أنه يموت وأنهم مفترقون إلى ثلاث وسبعين.
أقول فإن كان الجبائي يزعم أن الله أراد استخلاف الأربعة وكتمه عن رسول الله فهو خروج عن الإسلام وإن كان يدعي أن رسول الله عرف ذلك وستره عن صحابته حتى أوقعهم في خطر مخالفته وتقبيح ذكر رسالته فهو طعن من الجبائي في النبوة والصحابة وإن كان يزعم أن الصحابة عرفوا من هذه الآية استخلاف الأربعة وما عملوا بها واطرحوا الاعتماد عليها ورجعوا إلى الاختيار فهو طعن في الصحابة والقرابة وإن كان الجبائي يزعم أنهم ما عرفوا تأويل هذه الآية وعرفها الجبائي وأصحابه فهي شهادة في معرفة تأويل القرآن دعوى لنفسه أنه أعرف منهم بتأويله وذلك شاهد بضلاله وتضليله فإننا قد وقفنا على ما جرت حالهم عليه في يوم السقيفة وعند اختلافهم وعند وفاتهم وما وجدناهم احتجوا بهذا لأنفسهم ولا احتج لهم بها ذو بصيرة ويقال للجبائي ولأي حال ضللت معاوية بن أبي سفيان وقد كان عند أصحاب مقالتك مؤمنا لما أنزلت هذه الآية وكان كاتبا للوحي وهو أقرب إليها ممن لم يكن كاتبا للوحي لأنها تضمنت منكم ومن يكون من كتاب الوحي أقرب إليها وهلا تشبث بها معاوية بن أبي سفيان فقد كان محتاجا إلى التمويه بما دون هذا القرآن أو هلا تشبث بها لمعاوية ومن كان معه من الصحابة أوقات محاربته وجعلوها عذرا لهم في صحبته ومساعدته أو هلا احتجوا بها لما خلفوا الأمر له وقد صار الناس مجتهدين على مسالمته أو طاعته أو معونته أو هلا احتج بها له ولده أو بنو أمية بعده لتأسيس خلافتهم به وقد تمكن في الأرض أكثر مما تمكن منه الخلفاء الأربعة وفتح بعدهم ما لم يفتحوا وهلا احتج طلحة والزبير لما تشوقوا إلى الخلافة وقالوا إن هذه شاملة لكل من كان مؤمنا أيام نزولها ويقال للجبائي وهلا كانت هذه حجة في خلافة مروان بن الحكم وقد كان