المسلمون واهل الكتاب بنبوته فعلى المسلمين اثبات نسخها.
ولكن الظاهر ان هذا الجواب امتن ما في الباب ، وذلك فانه بعد ما لا ريب في ان منشأ اعتراف المسلمين بنبوة عيسى مثلا ليس هو النظر إلى معجزاته ، لعدم وجود المعجزة الخالدة ، له ، ولا الخبر المتواتر : فان الحواريين على ما قيل محصورون غير بالغين حد التواتر ، فينحصر الطريق باخبار نبينا (ص) : وهو كما اخبر بنبوته اخبر بأنه اخبر بمجيء نبينا (ص) ، فهذا وصف عنواني مشير إلى ذلك الشخص الخارجي ، فكما يقال انه ولد بغير أب ، وابرأ الاكمه والابرص ، واحيا الموتى ، يقال انه اخبر بمجيء نبينا (ص) فالمتيقن ثبوته هو نبوة عيسى أو موسى الذي له اوصاف منها هذا الوصف ، واما غيره ممن لم يخبر فلا نعرفه نبيا ، وهذا واضح.
ثم ان الإمام (ع) علم طريق هذه المناظرة بمناظرته مع جاثليق ، ولكنه اعترض عليه بان طريق معرفة غيرك هو ذلك واما انت فتدّعي العلم من غير الطرق العاديَّة ، بما تقدم فانت معترف بنبوة عيسى من غير هذا الطريق ، وتدَّعي انه اخبر بمجيء نبيكم فعليك اثبات ذلك ، فأجابه الإمام (ع) (١) بقوله الآن جئت بالنصفة ثم اخذ في مقام اثبات ذلك.
الثاني : ما أفاده المحقق الخراساني (٢) : وهو مأخوذ من كلمات الشيخ الأعظم (ره) ، وحاصله : ان جواب الكتابي ـ اما الزامي ـ أو اقناعي :
__________________
(١) عيون أخبار الرضا (ع) ج ١ ص ١٥٦ من المصدر السابق / الاحتجاج ج ٢ ص ٤١٧.
(٢) كفاية الأصول ص ٤٢٣.