(لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً) إماما من ولد فاطمة عليهاالسلام (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ)(١) إمام يوم القيامة» (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وضع العلم الذي كان عنده عند الوصيّ ، وهو قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) ، يقول : أنا هادي السماوات والأرض ، مثل العلم الذي أعطيته ، وهو نوري الذي يهتدى به ، مثل المشكاة فيها مصباح ، والمشكاة : قلب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمصباح : النور الذي فيه العلم.
وقوله : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) يقول : إنّي أريد أن أقبضك ، فاجعل العلم الذي عندك عند الوصيّ ، كما يجعل المصباح في الزجاجة ، (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) فأعلمهم فضل الوصي ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(٣) ، وهو قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٤) (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) يقول لستم بيهود فتصلّون قبل المغرب ، ولا نصارى فتصلّون قبل المشرق ، وأنتم على ملّة إبراهيم عليهالسلام ، وقد قال الله عزوجل : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٥).
وقوله عزوجل : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ
__________________
(١) النور : ٤٠.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٥.
(٣) هود : ٧٣.
(٤) آل عمران : ٣٣ و ٣٤.
(٥) آل عمران : ٦٧.