وقال أبو جعفر محمد بن عليّ عليهماالسلام : «سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ)(١) ، فقال : انتظروا الفرج في ثلاث».
فقيل : يا أمير المؤمنين ، وما هنّ؟ فقال : «اختلاف أهل الشام بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان».
فقيل : وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال : «أو ما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) ، هي آية تخرج الفتاة من خدرها ، وتوقظ النائم ، وتفزع اليقظان» (٢).
وقال عبد الله ابن سنان : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فسمعت رجلا من همدان يقول له : إنّ هؤلاء العامة يعيّرونا ، ويقولون لنا : إنكم تزعمون أنّ مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر. وكان متّكئا ، فغضب وجلس ، ثمّ قال : «لا ترووه عنّي ، وارووه عن أبي ، ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أني قد سمعت أبي عليهالسلام يقول : والله إن ذلك في كتاب الله عزوجل لبيّن ، حيث يقول : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) ، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع ، وذلّت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إنّ الحق في عليّ بن أبي طالب وشيعته ـ قال ـ فإذا كان من الغد ، صعد إبليس في الهواء ، حتى يتوارى عن أهل الأرض ، ثم ينادي : ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته ، فإنه قتل مظلوما ، فاطلبوا بدمه ـ قال ـ فيثبت لله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ ، وهو النداء الأول ، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض ـ والمرض والله عداوتنا ـ فعند ذلك يتبرءون منّا ، ويتناولونا ، فيقولون : إنّ المنادي الأوّل سحر من سحر أهل هذا البيت». ثمّ تلا أبو عبد الله عليهالسلام :
__________________
(١) مريم : ٣٧.
(٢) الغيبة : ص ٢٥١ ، ح ٨.