يُصْلِحُونَ (٤٨) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٤٩) [سورة النمل : ٤٥ ـ ٤٩]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) : «يقول : مصدّق ، ومكذّب. قال الكافرون منهم : أتشهدون أنّ صالحا مرسل من ربّه؟ وقال المؤمنون : إنّا بالذي أرسل به مؤمنون. قال الكافرون منهم : إنّا بالذي آمنتم به كافرون ، وقالوا : يا صالح ائتنا بما تعدنا ـ وقيل : بآية ـ إن كنت من الصادقين. فجاءهم بناقة ، فعقروها ، وكان الذي عقرها أزرق ، أحمر ، ولد زنا» (١).
٢ ـ وقال عليهالسلام : وأما قوله : (لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) فإنّهم سألوه قبل أن تأتيهم الناقة ، أن يأتيهم بعذاب أليم ، وأرادوا بذلك امتحانه. فقال : (يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) يقول : بالعذاب قبل الرحمة (٢).
٣ ـ وقال عليهالسلام : وأمّا قوله : (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) فإنهم أصابهم جوع شديد ، فقالوا : هذا من شؤمك ، وشؤم من معك أصابنا هذا القحط ، وهي الطّيرة (قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) يقول : خيركم ، وشرّكم ، وشؤمكم من عند الله (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) يقول : تبتلون بالاختبار (٣).
٤ ـ وقال عليهالسلام : وأمّا قوله : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) كانوا يعملون في الأرض بالمعاصي.
وأمّا قوله : (تَقاسَمُوا بِاللهِ) أي تحالفوا (لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَ) أي
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٢.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٢.