إليهما؟ قال : «كان موسى الذي يناجي ربّه ، ويكتب العلم ، ويقضي بين بني إسرائيل ، وهارون يخلفه إذا غاب عن قومه للمناجاة».
قلت : فأيّهما مات قبل صاحبه؟ قال : «مات هارون قبل موسى عليهالسلام ، وماتا جميعا في التّيه».
قلت : فكان لموسى عليهالسلام ولد؟ قال : «لا ، كان الولد لهارون ، والذرّيّة له» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) : «أشدّه ثماني عشر سنة ، واستوى : التحى» (٢).
وقال علي بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون ، وعنده الرضا علي بن موسى عليهماالسلام ـ وذكر حديث عصمة الأنبياء عليهمالسلام ، وقد ذكرنا منه غير مرّة ـ فكان فيما سأل المأمون الرضا عليهالسلام أن قال له : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ).
قال الرضا عليهالسلام : «إنّ موسى عليهالسلام دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها ، وذلك بين المغرب والعشاء ، فوجد فيها رجلين يقتتلان : هذا من شيعته ، وهذا من عدوّه ، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه.
ـ أقول : قال الطّبرسي : روى أبو بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : «ليهنئكم الاسم» قال : قلت : وما الاسم؟ قال : «الشيعة ، أما سمعت الله سبحانه يقول : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)(٣) ـ.
فقضي موسى عليهالسلام على العدوّ بحكم الله تعالى ، فوكزه فمات ، قال :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٥.
(٢) معاني الأخبار : ص ٢٢٦ ، ح ١.
(٣) معاني الأخبار : ص ٢٢٦ ، ح ١.