تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٧٤) [سورة القصص : ٧٠ ـ ٧٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم أكد سبحانه ذلك بقوله : (وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا يستحق العبادة سواه (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) أي : له الثناء والمدح والتعظيم ، على ما أنعم به على خلقه في الدنيا ، والعقبى. (وَلَهُ الْحُكْمُ) بينهم بما يميز به الحق من الباطل. قال ابن عباس : يحكم لأهل طاعته بالمغفرة والفضل ، ولأهل معصيته بالشقاء والويل. (وَإِلَيْهِ) أي : وإلى جزائه وحكمه (تُرْجَعُونَ).
ثم بين سبحانه ما يدل على توحيده ، قال لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ) يا محمد لأهل مكة الذين عبدوا معي آلهة ، تنبيها لهم على خطئهم. (أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) أي : دائما (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) لا يكون معه نهار (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) كضياء النهار ، تبصرون فيه ، فإنهم لا يقدرون على الجواب عن ذلك ، إلا بأنه لا يقدر على ذلك سوى الله ، فحينئذ تلزمهم الحجة بأنه لا يستحق العبادة غيره. (أَفَلا تَسْمَعُونَ) أي : أفلا تقبلون ما وعظتم به. وقيل : أفلا تسمعون ما بينه الله لكم من أدلته ، وتتفكرون فيه.
(قُلْ) يا محمد لهم (أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً) أي : دائما (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) لا يكون معه ليل (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) أي : تستريحون فيه من الحركة والنصب. (أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي أفلا تعلمون من البصيرة. وقيل : أفلا تشاهدون الليل والنهار ، وتتدبرون فيهما ، فتعلموا أنهما من صنع مدبر حكيم.
ثم قال : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) أي : ومن نعمته