قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ)(١).
وقال معمر بن خلاد ، سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ، ثم قال لي : «ما الفتنة؟» قلت : جعلت فداك ، الذي عندنا : الفتنة في الدين. قال : «يفتنون كما يفتن الذهب (٢) ، ثم يخلصون كما يخلص الذهب» (٣).
وقال محمد بن الفضيل قال أبو الحسن عليهالسلام : «جاء العباس إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : انطلق بنا يبايع لك الناس. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : أتراهم فاعلين؟ قال : نعم. قال : فأين قوله : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي اختبرناهم (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا) أي يفوتونا (ساءَ ما يَحْكُمُونَ مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ) ـ قال ـ من أحبّ لقاء الله جاءه الأجل (وَمَنْ جاهَدَ) نفسه عن اللذّات والشهوات والمعاصي (فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)؟ (٤).
وقال الطبرسيّ : عن أبي عبد الله عليهالسلام : (يُفْتَنُونَ) : يبتلون في أنفسهم وأموالهم» (٥).
وقال سماعة بن مهران : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات ليلة في المسجد ، فلما كان قرب الصبح ، دخل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فناداه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : «يا
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢.
(٢) تقول : فتنت الذهب : إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته. «الصحاح ـ فتن ـ ج ٦ ، ص ٢١٧٥».
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٣٠٢ ، ح ٤.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٨.
(٥) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٤٢٧.