فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦)) [سورة الروم : ١ ـ ٦]؟!
الجواب / ١ ـ (الم) تقدم تفسيرها في بداية سورة البقرة والعنكبوت.
٢ ـ قال أبو بصير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن تفسير : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) ، قال : «هم بنو أميّة ، وإنما أنزلها الله عزوجل : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) بنو أمية (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) عند قيام القائم عليهالسلام» (١).
وقال أبو عبد الله الصادق عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) ، قال : «في قبورهم بقيام القائم عليهالسلام» (٢).
وقال محمد بن صالح الأرمني : قلت لأبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام : عرّفني عن قول الله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ). فقال عليهالسلام : «لله الأمر من قبل أن يأمر ، ومن بعد أن يأمر بما يشاء».
فقلت في نفسي : هذا تأويل قول الله : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٣). فأقبل عليهالسلام عليّ ، وقال : «هو كما أسررت في نفسك (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ). فقلت : أشهد أنّك حجّة الله ، وابن حجّته على عباده (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٤٣٤ ، ح ٢.
(٢) دلائل الإمامة : ص ٢٤٨ ، ينابيع المودة : ص ٤٢٦.
(٣) الأعراف : ٥٤.
(٤) الثاقب في المناقب : ص ٥٦٤ ، ح ٥٠٢.