بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (٧١) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (٧٤) وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٧٥) [سورة المؤمنون : ٦٢ ـ ٧٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : وقوله : (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) يعني من القرآن ـ وقال : أي في شكّ مما يقولون ـ (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) يقول : ما كتب عليهم في اللّوح ما هم عاملون قبل أن يخلقوا ، هم لتلك الأعمال المكتوبة عاملون.
وقوله : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ) يعني كبراءهم (بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) أي يضجّون ، فردّ الله عليهم : (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) إلى قوله : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ) أي جعلتموه سمرا (١) ، وهجرتموه.
وقوله : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ) يعني برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فردّ الله عليهم : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ).
وقوله : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ) قال : الحقّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمير المؤمنين عليهالسلام ، والدليل على ذلك ، قوله : (قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ)(٢) يعني ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
وقوله : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) أي يا محمد ، أهل مكّة في عليّ (أَحَقٌّ هُوَ)
__________________
(١) السمر : المسامرة ، وهو الحديث بالليل.
(٢) النساء : ١٧٠.