٢ ـ أخذ عنوان الشهادة في هذا الباب دليل عليه ، فإنها من الشهود الظاهر في كون المشهود فيه امرا محسوسا.
٣ ـ الأخبار العامة والخاصة الواردة في البينة التي أشرنا إليها سابقا كلها أو جلها ظاهرة في ما كان المخبر به امرا حسيا ، فلا يستفاد منها عموم يشمل غير المحسوسات.
٤ ـ الروايات الخاصة الدالة على لزوم كون الشهادة عن حس دليل واضح على المقصود مثل ما رواه علي بن غياث عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لا تشهدن بشهادة حتى تعرفها كما تعرف كفك» (١).
وما رواه المحقق (ره) في الشرائع عن النبي صلىاللهعليهوآله وقد سئل عن الشهادة ، قال : «هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع» (٢).
ولا أقل من الشك في شموله لما علم من غير طريق الحس ، والأصل عدم القبول ـ والأمر في هذا سهل ـ لا سيما مع بناء العقلاء أيضا في شهاداتهم على ذلك فلا يكتفون بشهادة من علم بشيء من قرائن حدسية.
انما الكلام في المراد من الحس هنا ، فإنه لو كان المقصود كون مورد الشهادة دائما محسوسا بأحد الحواس الخمسة (أو أكثر من الخمسة) فهذا غير صحيح قطعا ، فان من يشهد بان زيدا ابن عمرو ، أو اخوه ، أو عمه ، أو خالة ، فهل يمكن ان يكون هذا محسوسا له ، وهل شاهد تولده منه ، أو تولدهما من أم واحد؟ كلا بل رآه في بيته يعامل معه معاملة ابنه ، يربيه ويكفله واشتهر بذلك كل الشهرة ، فمن هذه الأمور يقطع بأنه ابنه فيشهد به.
وهكذا الكلام في الشهادة على العدالة فإنها ليست من الأمور الحسية ، بل مستفادة من قرائن كثيرة حسية.
ومثلهما الشهادة على الاجتهاد والإسلام والايمان وغير ذلك ، فان هذه كلها
__________________
(١ و ٢) الوسائل ج ١٨ كتاب الشهادات الباب ٢٠ الحديث ١ و ٣.