وقال سلمة : ولحقت القوم فجعلت أرميهم بالنبل وأقول : خذها وأنا ابن الأكوع! وما زلت اكافحهم وأقول : قفوا قليلا يلحقكم أربابكم من المهاجرين والأنصار ، حتّى انتهيت بهم إلى ذي قرد (١).
ثمّ كان أوّل فارس وقف على رسول الله بعد المقداد من الأنصار : عبّاد بن بشر الأشهلي ، ثمّ سعد بن زيد الأشهلي (٢).
فروى الواقدي عنه قال : أتانا الصريخ يوم السرح وأنا في بني عبد الأشهل ، فلبست درعي وأخذت سلاحي واستويت على فرسي ، فانتهيت إلى رسول الله وعليه الدرع والمغفر لا أرى إلّا عينيه ، والخيل تعدو باتّجاه القناة ، فالتفت إليّ رسول الله فقال : يا سعد قد استعملتك على الخيل فامض حتّى ألحقك إن شاء الله ، فلحقت بالمقداد بن عمرو ومعاذ بن ماعص ، وأبو قتادة في أثرهم ، ونظرت إلى ابن الأكوع يسبق الخيل يرشقهم بالنبل ، ولحقنا بهم ، فتناوشنا ساعة ، وحملت على حبيب بن عيينة بالسيف فقطعت منكبه الأيسر فخلّى العنان وأسرع فرسه فوقع لوجهه وداسه فرسه فقتله. وكان شعارنا : أمت أمت (٣) وقد أعطاه رسول الله رايته العقاب (٤).
وقال : قالوا : وذهب الصريخ إلى بني عمرو بن عوف ، فجاءت الأمداد ، فلم تزل الخيل والرجال تأتي على أقدامهم والإبل يتعقّبون الخيل والبغال والحمير ، حتّى انتهوا إلى النبيّ بذي قرد ، فاستنقذوا عشر لقائح ، وذهب القوم بالعشر الباقي (٥).
__________________
(١) نحو يوم من المدينة إلى غطفان.
(٢) ابن هشام ٣ : ٢٩٤ و ٢٩٥.
(٣) المغازي ٢ : ٥٤٥ و ٥٤٦.
(٤) المغازي ٢ : ٥٤٢.
(٥) المغازي ٢ : ٥٤٢.