إبليس أتاهم في صورة حسنة ، فيه تأنيث ، عليه ثياب حسنة ، فجاء إلى شبّان (١) منهم فأمرهم أن يقعوا به ، ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ، ولكن طلب إليهم أن يقعوا به ، فلمّا وقعوا به التذّوه ، ثمّ ذهب عنهم وتركهم ، فأحال بعضهم على بعض» (٢) .
[ ١٢٩٤ / ٤ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمهالله ، قال : حدّثنا عبدالله ابن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتعوّذ من البخل ، فقال : «نعم يا أبا محمّد ، في كلّ صباح ومساء ، ونحن نتعوّذ بالله من البخل ، يقول الله : ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) وسأُخبرك عن عاقبة البخل : إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطعام ، فأعقبهم البخل داءً لا دواء له في فروجهم» ، فقلت : وما أعقبهم؟
فقال : «إنّ قرية قوم لوط كانت على طريق السيّارة إلى الشام ومصر ، فكانت السيّارة تنزل بهم فيضيّفونهم ، فلمّا كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعاًبخلاً ولؤماً ، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ، وإنّما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتّى ينكل النازل عنهم ، فشاع أمرهم في القرية وحذر منهم النازلة ، فأورثهم البخل بلاءً لايستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك ، حتّى
__________________
(١) في «س ، ش ، ج» : شباب.
(٢) أورده الكليني في الكافي ٥ : ٥٤٤ / ٤ ، والراوندي في قصص الأنبياء عليهمالسلام : ١١٩ / ١١٩ ، ونقله المجلسي عن العلل والكافي والقصص في بحار الأنوار ١٢ : ١٦٢١٦١ / ١٣ ، و٦٣ : ٢٤٧ / ١٠٢.
(٣) سورة الحشر ٥٩ : ٩ ، سورة التغابن ٦٤ : ١٦.