ابن محمّد بن عامر (١) ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن بسطام بن مرّة ، عن إسحاق بن حسّان ، عن الهيثم بن واقد ، عن عليّ بن الحسن العبدي ، عن أبي سعيد الخدري أنّه سُئل : ما قولك في هذا السمك الذي يزعم إخواننا من أهل الكوفة أنّه حرام؟
فقال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «الكوفة جمجمة (٢) العرب ورمح الله (٣) تبارك وتعالى وكنز الإيمان فخُذْ عنهم» اُخبرك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه مكث بمكّة يوماً وليلةً بذي طوى ، ثمّ خرج وخرجت معه فمررنا برفقة جلوس يتغدّون ، فقالوا : يا رسول الله ، الغداء ، فقال لهم : «افرجوا لنبيّكم» فجلس بين رَجُلَين وجلست وتناول رغيفاً فصدع نصفه ، ثمّ نظر إلى اُدُمهم ، فقال : ما اُدُمكم؟
قالوا : الجرّيث (٤) يا رسول الله ، فرمى بالكسرة (٥) من يده وقام.
قال أبو سعيد : وتخلّفت بعده لأنظر ما رأي الناس؟ فاختلف الناس
__________________
(١) في «س» : حدّثنا الحسين بن عامر.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : ويقال للسادات : جماجم ، ومنه حديث عمر : ائت الكوفة ، فإنّ بها جمجمة العرب ، أي ساداتها ; لأنّ الجُمجُمة الرأس ، وهو أشرف الأعضاء . النهاية لابن الأثير ١ : ٢٨٩ / جمجم .
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : فيه : السلطان ظلّ الله ورمحه استوعب بهاتين الكلمتين نوعَي ماعلى الوالي للرعيّة ، أحدهما : الانتصار من الظالم والإعانة; لأنّ الظلّ يُلجأ إليه في الحرارة والشدّة ، والآخَر : إرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعيّة وأذاهم ، فيأمنوا بمكانه من الشرّ ، والعرب تجعل الرمح كنايةً عن الدفع والمنع. النهاية لابن الأثير ٢ : ٢٣٨ / رمح.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : الجِرّيت كسِكّيت : سمكة. القاموس المحيط ١ : ٢٢١ / الجريث.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : الكِسْرة : القطعة المكسورة من الشيء. القاموس المحيط ٢ : ٢١٥ / كسره.