وتعتمد هذه المدرسة فى مصادر التشريع إضافة الى الكتاب والسنَّة على الرأي. وحركة الاجتهاد لديها لاتقتصر على داخل حدود النصّ بل تتعدّاه الى خارجه وتجتهد وفق الرأى والاستحسان أيضاً.
وتنطلق المدرسة المذكورة فى عقيدتها هذه من فكرتها الخاصّة حول الكتاب والسنَّة الشريفين وانَّهما غير وافيين بما يحتاج اليه المسلمون من أحكام.
وقد برزت جذور هذه المدرسة فى عهد النبى صلىاللهعليهوآله والسِنى الاُولى من عصر الرسالة ، فكان النبى صلىاللهعليهوآله وهو الذى لاينطق عن الهوى يقول شيئا وجذور المدرسة المذكورة تحكّم رأيها واجتهادها فى مقابل النصّ.
وعلى سبيل المثال كان النبى صلىاللهعليهوآله يأمر بكتابة سنَّته والمدرسة تمنع ، ففى حديث عبداللّه بن عمرو بن العاص :
« كنت اكتب كلَّ شيء أسمعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله فنهتنى قريش وقالوا تكتب كلَّ شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول اللّه بشرٌ يتكلّم فى الغضب والرضا؟ فامسكتُ عن الكتابة فذكرتُ ذلك لرسول اللّه فأَومأ بإصبعه الى فيه وقال : اُكتُب فو الّذى نفسى بيده ما خرج منه إلاّ حق » (١).
وأمَرَ صلىاللهعليهوآله فى اُخريات حياته بإحضار كتاب يكتب لهم فيه ما لا يضلّون بعده أبدا فامتنعت المدرسة وقال بعض رجالها فى حق النبى صلىاللهعليهوآله قد غلبه الوجع. وقد حدّثنا البخارى فى صحيحه عن ابن عباس :
« لما حُضر النبى صلىاللهعليهوآله وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال : هَلمَّ
__________________
١ ـ سنن ابى داود : ٢ / ١٢٦ ؛ مسند احمد : ٢ / ١٦٢ ، ٢٠٧ ، ٢١٦ ؛ سنن الدارمي : ١ / ١٢٥.