اكتب لكم كتابا لن تَضلّوا بعده ، قال عمر : إنَّ النبى صلىاللهعليهوآله غلبه الوجع وعندكم كتاب اللّه فحسبنا كتاب اللّه ، واختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا أَكثروا اللغط والاختلاف ، قال : قوموا عنّى ولا ينبغى عندى التنازُع » (١).
وينقل البخارى فى موضع آخر من صحيحه انّه صلىاللهعليهوآله قال : « آتونى بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا ، فقالوا : يَهجُر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » (٢).
ويأمر النبى صلىاللهعليهوآله بتنفيذ جيش أسامة ويجتهد آخرون فى مخالفته. يقول الشهرستاني :
« والخلاف الثانى فى مرضه انّه قال : «جهّزوا جيش أسامة ، لعن اللّه من تخلَّف عنه » فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره وأسامة قد برز من المدينة. وقال قوم : قد اشتدَّ مرض النبى صلىاللهعليهوآله فلا تسع قلوبنا مفارقته والحال هذه فنصبر حتى نبصر ايّ شيءٍ يكون من أمره». (٣)
يقول احمد امين :
« نقل عن كثير من كبار الصحابة قضايا ، أفتوا فيها برأيهم كأبى بكر وعمر وزيد بن ثابت ... وكان حامل لواء هذه المدرسة أو هذا المذهب فيما نرى عمر بن الخطاب » (٤).
__________________
١ ـ صحيح البخاري ، كتاب العلم ، باب العلم : ١ / ٢٢.
٢ ـ صحيح البخاري ، كتاب الجهاد ، باب جوائز الوفد : ٢ / ١٢٠.
٣ ـ الملل والنحل : ٢٣ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد : ١ / ٥٣.
٤ ـ فجر الاسلام : ٢٤٠.