ومنه يتّضح إعتبار شرطية الإيمان أيضا.
إلا أن بالإمكان مناقشة دلالة النصوص المذكورة بكونها ناظرة إلى مرحلة القبول التى هى مغايرة لمرحلة صحة العمل بمعنى فراغ الذمة منه. قال تعالي : ( إنما يتقبّل اللّه من المتَّقين ) (١).
ولا يبقى بعد هذا دليل على الشرطية سوى التسالم القطعي ، هذا مضافاً الى عدم تأتّى نيّة القربة من بعض افراد الكافر.
٢ ـ وأما شرطية العقل ، فلعدم تأتّى النية بدونه. على أن الخطاب بالتكليف إذا لم يكن شاملاً للمجنون فلا يبقى بعد ذلك دليل على الصحة فى حقه.
٣ ـ وأما الخلو من الحيض والنفاس ، فلصحيحة العيص بن القاسم : « سألت أباعبداللّه عليهالسلام عن إمرأة تطمث فى شهر رمضان قبل أن تغيب الشمس. قال : تفطر حين تطمث » (٢) وغيرها ، وصحيحة عبدالرحمن بن الحجاج : « سألت أبا الحسن عليهالسلام عن المرأة تلد بعد العصر أتتم ذلك اليوم أم تفطر؟ قال : تفطر وتقضى ذلك اليوم » (٣).
هذا ولكن فى صحيحة أبى بصير عن أبى عبداللّه عليهالسلام : « إن عرض للمرأة الطمث فى شهر رمضان قبل الزوال فهى فى سعة أن تأكل وتشرب ، وإن عرض لها بعد زوال الشمس فلتغتسل ولتَعْتَدَّ بصوم ذلك اليوم مالم تأكل وتشرب » (٤). إلا أنها مهجورة لدى الإصحاب ولم يعرف عامل بها فتسقط عن الإعتبار.
٤ ـ وأما شرطية عدم السفر ، فلقوله تعالي : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدّة من
__________________
١ ـ المائدة : ٢٧.
٢ ـ وسائل الشيعة : باب ٢٥ من أبواب من يصح منه الصوم ، حديث ٢.
٣ ـ وسائل الشيعة : باب ٢٦ من أبواب من يصح منه الصوم ، حديث ١.
٤ ـ وسائل الشيعة : باب ٢٨ من أبواب من يصح منه الصوم ، حديث ٤.