وقد يخطر للذهن التساؤل عن الوجه فى حقّانيّة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام وبالأحري : ما هو الوجه فى حجية حكم الإمام الصادق عليهالسلام وغيره من أئمة أهل البيت عليهمالسلام حينما يحصل ذلك منهم فى مختلف القضايا الفقهيّه؟ المستندات كثيرة نشير الى بعضها باختصار.
١ ـ آية التطهير : ( إنّما يُريدُ اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهِّركُم تطهيراً ) (١) ، فإنَّ المراد من أهل البيت أصحاب الكساء الخمسة : محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم ـ فقد ذكر الهيثمى فى صواعقه أنّ : « اكثر المفسّرين على أنَّها نزلت فى على وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير ـ عنكم ـ وما بعده » (٢).
وإذا رجعنا الى الروايات المفسّرة للآية الكريمة وجدنا انّها تُفَسِّر أهل البيت باصحاب الكساء الخمسة وأنّ عددها من غير الشيعة أكثر ممّا ورد من طرقهم.
وكمثال لذلك : روى احمد فى مسنده عن امّ سلمة : « أنَّ النبى صلىاللهعليهوآله كان فى بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعى زوجك وابنيك ، قالت : فجاء على والحسن والحسين ، فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان (٣) تحته كساء له خيبري. قالت : وأنا اُصلّى فى الحجرة ، فأنزل اللّه هذه الآية ( إنّما يُريدُ اللّه ليُذهبَ عنكم الرجس أهل البيت ويُطهِّركم تطهيراً
__________________
١ـ الاحزاب : ٣٣.
٢ ـ الصواعق المحرقة : ١٤١.
٣ ـ البُرمة : قدر من حجر. والحريرة : الدقيق مطبوخ بلبن. والدكان : مرتفع يجلس أوينام عليه والكساء : الثوب.