وتفنّنت في أنواع الترف والشهوات في حين أنّ الأكثرية الساحقة من الشعوب الإسلامية كانت تعاني مرارة العيش والفقر والحرمان.
ونحن مدعوّون إلى دراسة عصر الإمام محمّد الجواد عليهالسلام والوقوف على جميع معالمه الحضارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، فقد أصبحت دراسة العصر بهذا اللون من البحوث المنهجية التي لاغنى للباحث عنها ، ولم يعهد هذا الكتاب دراسة خاصّة عن حياة الإمام الجواد عليهالسلام فقط وإنّما هو دراسة شاملة ومستوعبة للعصر الإسلامي الذي نشأ فيه.
(٨)
أمّا البحث عن حياة الملوك الذين عاصرهم الإمام الجواد عليهالسلام فإنّه يرتبط ارتباطاً وثيقاً وموضوعيّاً بحياة الإمام فإنّه يصوّر مدى ما عاناه من المشاكل وما عانته الاُمّة الإسلامية من المصاعب والخطوب في دور اُولئك الملوك الذين جهدوا على ظلم الناس وارغامهم على ما يكرهون.
وقد قضى الإمام أبو جعفر عليهالسلام أكثر أيام حياته في عهد المأمون الذي هو من أبرز ملوك العبّاسيّين فكراً وسياسة ، ومقدرته للتغلب على الأحداث ، وقد عرضنا بصورة موضوعيّة إلى دراسة ، ودراسة الأحداث السياسية التي وقعت في عهده ، والتي كان من أبرزها :
عقده لولاية العهد للإمام الرضا عليهالسلام والحروب الطاحنة التي وقعت بينه وبين أخيه الأمين ، وواقعة أبي السرايا ، وغير ذلك من الأحداث ، وقد ذكرنا الأسباب التي أدّت إلى أن يزوّج المأمون ابنته اُمّ الفضل من الإمام الجواد عليهالسلام كما ذكرنا دراسة عن حياة المعتصم العبّاسي الذي قاسى الإمام في عهده أشد ألوان الاضطهارد فأرغمه على مغادرة يثرب والإقامة الجرية في بغداد ، وأقام عليه المباحث تحصي عليه جميع