تروح وتـغـدو كلّ يوم جفانُه |
|
بكلّ سديف النيّ للجوع قاتل |
وقرأنا أيضاً أنّه كان يعشّي الناس بالبصرة في شهر رمضان ويحدثهم ويفقههم.
وإذا كان ذلك في أيام ولايته وبيده بيوت المال ، فإنّ في أيام وفاداته على معاوية وأيام إقامته بمكة والمدينة ما يزيد إيمان المستزيد ، ألم يقل مجاهد : كان ابن عباس أمدّهم قامة ، وأعظمهم جفنة ، وأوسعهم علماً؟ وقد مرّ ذلك.
ألم يقل عطاء : ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس أكثر علماً وأعظم جفنة؟ وقد مرّ ذلك.
ألم يقل الضحاك : ما رأيت بيتاً أكثر خبزاً ولحماً من بيت ابن عباس؟ وقد مرّ ذلك.
ألم يقل معن بن أوس في ذم ابن الزبير وفي مدح ابن عباس وابن جعفر في أبياته وقد مرّ حديثه في الشاهد الثاني من شواهد بواعث الحسد عند ابن الزبير ومنها :
فقلنا له لا تقرباً فأمامنا |
|
جفان ابن عباس العلا وابن جعفر |
وذكر السيّد نعمة الله الجزائري في زهر الربيع : « انّ رجلاً أتاه يوماً فقال : إنّ لي عندك يداً وقد احتجت إليها ، فقال : وما هي؟ قال : رأيتك واقفاً بزمزم وغلامك يملأ لك من مائها فظلّلت عليك من الشمس حتى شربت. فقال : أجل إنّي أذكر ذلك ، ثمّ قال لغلامه ما عندك؟ قال : مائتي دينار وعشرة آلاف درهم ، قال : ادفعها إليه ، وما أراها تفي بحقه عندنا. فقال الرجل : لو لم يكن لإسماعيل