القضايا الصغيرة في نظر كلّ منهما عن الآخر ، كما تتراكم الانفعالات النفسية ويقوم الوشاة والنّمّامون بدورهم الخبيث في نقل المساوئ فيما بين الطرفين.
ولو التقيا لذاب كثير من الجليد والتراكمات النّفسيّة التي بينهما ولتفاهما على ما يختلفان عليه وجعلاه في حدوده الواقعية.
ومشكلتنا هي انعدام أو قلّة اللقاءات بين الجهات المختلفة في الرأي أو المصلحة حيث يبتعد كلّ طرف عن أماكن تواجد الطرف الآخر ، فلا القيادات الدينية تكثّف اللقاءات فيما بينها ولا الحركات الإسلامية تحرص على الاجتماعات ولا مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع تتبادل الزيارات.
ولما اللقاءات والاجتماعات من أثر كبير في تقريب النّفوس وتأليف القلوب وتضييق شقة الخلافات نرى الأحاديث الدينية تؤكّد عليها بكثير من الحرص.
ففي الحديث الشريف : إن الله وعجل الله تعالى فرجه يقول : أيّما مسلم زار مسلماً فليس إيّاه زار ، إيّاي زار وثوابه عليّ الجنّة (١).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من زار أخاه في بيته قال الله عجل الله تعالى فرجه له : أنت ضيفي وزائري ، عليّ قراك وقد أوجبت لك الجنّة بحبّك إيّاه (٢).
وعن الإمام الصادق عليه السلام : لقاء المؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات (٣).
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ١٧٦ ، باب زيارة الإخوان ، الحديث٢.
٢ ـ المصدر السابق : ١٧٧ ، باب زيارة الإخوان ، الحديث٦.
٣ ـ المصدر السابق : ١٧٨ ، باب زيارة الإخوان ، الحديث١٣.